خطوات الترويج للشذوذ
|2|
ظهر ترويج كبير للشذوذ الجنسي في السنوات الأخيرة في العديد من الساحات والمنصات، ومن الطرق الفعّالة والأكثر تأثيرًا لمخاطبة حواس الشخص وترسيخ الفكرة، هي الإعلام والأعمال السمعية البصرية كالمسلسلات والأفلام الكرتونية وحتى البرامج السياسية وخاصة برامج التوك شوو. فالتركيز عليها جميعًا، ومشاهدتها في أكثر من مناسبة سيجعلك تعتقد أن الشذوذ الجنسي أصبح شيئًا عادي وظاهرة يمكن التعايش معها بشكل طبيعي، وأنه حرية شخصية.. وهذا ما يمكن تسميته بالبروباغاندا الناجحة. الأخطر في الأمر أنه بعد نجاحهم في غرس الفكرة لدى الشباب، الآن يتوجّهون للمراهقين والأطفال خصوصًا الذين هم في مرحلة يصدّقون فيها أي شيء..
الأطفال بالدرجة الأولى بصريّون أي تجذبهم الصور، فأول إدراك عند الطفل هو الإدراك الحسي، والحس هو الناقل الأساسي للعقل البشري، فإذا كانت الصور في الإدراك الحسي صور مشوهة فستتشوّه عنده المفاهيم ويعتبرها شيئًا طبيعيًا وصحيحًا. ومع نضوج الطفل وانتقاله إلى مرحلة الإدراك الخيالي تُترجم هذه الصور إلى خيالات، وهذا الخيال يؤثر على سلوكه، ثمّ ينتقل إلى مرحلة الإدراك العقلي وهنا يكون قد أصبح لديه قناعة أن الشيء الذي أدركه بحواسه البصرية ورسمه خياله وطوره هو مفهوم صحيح وطبيعي، ويصبح قادرًا على فهمه وتقبّله والتأقلم معه، فيتجذّر بشخصيّته ويصبح من عاداته.
حسب الدراسات وما أثبته بعض العلماء والباحثون في معهد ماكس بلانك "أن قراراتنا تُصنع في عقلنا اللاواعي ٧ ثوانٍ قبل أن نصبح مدركين لها بعقلنا الواعي".
يشرح البروفيسور بروس ليبتون عالم الأحياء البيولوجية في ستانفورد، عمل العقل اللاواعي بأنه أشبه ما يكون بكمبيوتر عظيم محمل ببنك معلومات من التصرفات والسلوكيات المبرمجة، والتي تم اكتسابها وتحصيل معظمها في السنوات الأولى من حياتنا، ويتحدث عن عقلين منفصلين؛ أحدهما العقل الواعي الذي يفكر بحرية ويكوّن أفكارًا جديدة خارج الصندوق، ومسؤول عن الأعمال التي تحتاج المنطق والحساب، والآخر هو العقل اللاواعي الذي لا يستطيع الخروج عن برمجته المحددة فهو يتفاعل ويستجيب ويكون رد فعله المبرمج أوتوماتيكيًا وتلقائيًا بناءً على ردود الفعل السلوكية المخزنة سابقًا (خاصة مرحلة الطفولة)، وتعمل بدون علم أو سيطرة من العقل الواعي، فهو أقوى وأسرع بكثير منه، وهو الذي ينظم ويشكل طريقة حياتنا.
من هذا المنطلق، يبين العلماء أن 95% إلى 99% من قراراتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وعواطفنا وانفعالاتنا تعتمد على نشاط الدماغ في العقل اللاواعي، فهو يتحكم في سرعة دقات القلب وسرعة التنفس وكلّ الوظائف اللاإرادية في الإنسان.
باختصار ما يخزنه الطفل بوعي أو بدون وعي في مرحلة الطفولة هو ما يؤثّر بقوّة على اختياراته وقناعاته مستقبلًا، لذلك من الضروري الإدراك لكلّ ما يتلقاه الطفل من رسائل وأفكار في هذه المرحلة، حتى لا يسقط في أفخاخ الميديا المشوهة ومشاريعها المدسوسة.
يتبع..