من وحي المناسبة - ليلة البشارة بالجنّة
ليلة البشارة بالجنة
تجمعت في السماء النذر، وإرهاصات حربمدمّرة تتراكم، كأكوام من الغيومالمشحونة بآلاف الصواعق، وليل الصحراء مليء بالأسرار .
خرج رجل "الإمام الحسين عليه السلام" من بين مضارب الخيام، عيناه تتألّقان تألّق النجوم،
وخرج رجل "نافع بن هلال" يتبعه..يخاف عليه الغدر.
"وكأن الملائكة تنقلني استرق السمع لأجد الرجلين يتبادلا طرفا الحوار"
من الرجل ؟!
نافع بن هلال الجملي .
ما الذي أخرجك في جوف الليل ؟
أفزعني خروجك يا ابن النبي، والظلاميخفي سيوفاً مسمومة وخناجر.
وخرجت أتفقّد التلاع والروابي، مخافةأن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون .
وكأني بالحسين عليه السلام يشد على يدصاحبه ويقول:
هذه هي الأرض التي وُعدت بها. ونظر إلىصاحبه بإشفاق وأردف : ألا تسلك بين هذين الجبلين وتنجو بنفسك؟
كظامئ اكتشف ينابيع الماء، ألقى نافعنفسه على ينبوع الخلد وحياة لا تفنى: ثكلتني أمي يا سيّدي، والله الذي منّ بك عليّ! لا فارقْتك أبدا.
ماذا رأى "نافع" تلك الليلة؟!ماذا اكتشف لكي يفرّ من الدنيا، لكي يسافر مع الحسين، لعلّه شاهد في عينيه جنة من أعنابونخيل تجري من تحتها الأنهار.
وعاد الحسين إلى مضارب القافلة، وفيعينيه تصميم وعزم.
مقتبس من رواية كمال السيد