وقفات غرّاء - صلاح الأُمّة وعلوّ الهِمّة |6|
صلاح الأُمّة
وعلوّ الهِمّة
|6|
إن الإمام الحسين (عليه السلام) كان كجده النبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله)، الذي كان من أحرص الناس على أمته، بل على البشرية جمعاء، المؤمنون وغيرهم.
فالإمام (عليه السلام) كان يخاطب القوم يوم عاشوراء، خطاباً أبوياً وشفيقاً، حتى أنه تأثر وبكى في بعض المواقف؛ لأن البعض سيدخل جهنم بسبب بغضهم له.
ففي يوم عاشوراء بعد أن صفّ ابن سعد جيشه للحرب، دعا الإمام الحسين عليه السلام براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم: أيّها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحق لكم عليَّ، وحتّى أعذر عليكم من مقدمي عليكم، فإن أعطيتموني النصف، كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم، فاجمعوا رأيكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة، ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحي، بحار الأنوار/ج45.
فإذن، إن الشفقة والحنو على المخلوقين في الأمة،وحمل هموم المنحرفين منهم، من الدروس البليغة التي جسّدها لنا الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضة عاشوراء.
يا حسين.