أدب الموالين في عاشورا - الإصلاح في أمة جدي |4|
الإصلاح في أمة جدي
|4|
أين تكمن خطورة البرامج الإفسادية تلك التي يعمل الإستكبار على خلقها في فكر الشاب المسلم؟
"تعديل" بنيته النفسية والعقلية من "بنية عفيفة" قوام حركتها هو التحرك لله وفي سبيل الله بإستخدام كل المواهب الإنسانية الراقية (العقل والعاطفة) إلى "بنية لاهية" عابثة مبرمجة ومسيرة بفعل الشهوة قوام حركتها قائم على (الغريزة الحيوانية).
لكن تنبهوا ، تدمير الفرد في هكذا برامج لا يصيب الفرد فحسب إنما يتعداه لتدمير النواة الأولى للمجتمع وهي الأسرة.
وهل ندرك حقًا خطورة ذلك؟
جعل الزواج في الإسلام استكمالًا لدين الفرد لما له من أثر بالغ في تقويم السلوك.
والأهم أنه البرنامج الفعلي الذي يحوّل طاقة الفرد واهتمامه ومحورية تركيزه من الأنا والفردية إلى هم (العائلة) وهنا تبدأ عملية الترقي الإنساني لذلك المتزوج المسلم.
فطالما بقي الإنسان محور طاقته هو الأنا لطالما بقيت بوابات صناعة إنسانيته أمامه مغلقة.
واليوم وبفعل هذه البرامج الإفسادية يحاصر كلٌ منا بالأنا رغم كونه أبًا ورغم كونها أمًا، فبكل بساطة يختار كليهما تدمير هذه الإسرة بالطلاق.
هل تدركون خطورة ذلك؟ على أبنائكما، على كليكما، على المجتمع.
مجتمع يضج بأفراد عجزواعن إنجاح أول مشروع بديهي لهما وهو بناء الحياة الإنسانية الطبيعية ضمن أسرة.
وأطفال وُجدوا في مجتمع لم يتذوقوا طعم الثقة به ولم يشعروا بشعور الأمان الذي هو من أبسط حقوقهم.
ما هو مصير هكذا مجتمع.
لنسأل لمَ يحصل ذلك؟
هل ندرك حجم الخطر؟
هل عجزنا عن استخدام طاقة الصمود أم أن الأنا غلبت الأبوة والأمومة؟
فالأسرة مسؤولية الجميع.
والقناعة والهدفية في الحياة سعادة للجميع.
والإسلام بكل أحكامه سعادة للفرد وللبشرية، لن يستقيم مجتمعنا دون العودة إليه.
يتبع..