وقفات غرّاء - صلاح الأُمّة وعلوّ الهِمّة |7|
صلاح الأُمّة
وعلوّ الهِمّة |7|
كان الإمام الحسين عليه السلام في نهضة عاشوراء قد منح جميع أنصاره أشرف أوسمة العزّة والكرامة، منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة، حين قال عليه السلام: "أمّا بعدُ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرَّ وأوصل من أهل بيتي"، بحار الأنوار/ج44.
وكان عليه السلام يحضر كلّ واحدٍ منهم عند مصرعه، فيأخذ برأسه ويضعه في حجره الشريف.
ولم يفرّق بين أحد منهم في ذلك، إذ كما حضرعليّاً الأكبر عليه السلام، حضر مولاه وغلامه كذلك.
فقد أعطانا الإمام درساً عظيماً في أن النّاس محترمون، ويحظون بالتكريم بسبب الإيمان، ذلك لأنّ منشأ كرامة المؤمن انتسابه إلى الحقّ بلحاظ إيمانه والتزامه به، أي أنّ التقوى معيار كرامة المؤمن ودرجاتها، فالأتقى هو الأكرم، وليس معيار التكريم لون الإنسان، أو لغته، أو قبيلته، أو أصله وقوميته، أوأرضه، أو..
يا حسين.