أدب الموالين في عاشورا - الإصلاح في أمة جدي |8|
الإصلاح في أمة جدي
|8|
قيل أنه اجتمع "أربعة ملوك" فتكلموا: فقال ملك الفرس: ما ندمت على ما لم أقل مرة، وندمت على ما قلت مراراً.
وقال قيصر: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت.
وقال ملك الصين: مالم أتكلم بكلمة ملكتها، فإذا تكلمت بها ملكتني.
وقال ملك الهند: العجب ممن يتكلم بكلمة إن رُفعت لم تُرفع ولم تنفع.
نعم هذا شأن "العقلاء"..
فما بال هذه الظاهرة الرديئة المتخلفة في ترويج بذاءة اللسان؟
وكأن المطلوب أن تصبح أمرًا مقبولًا خلافًا لكل حكمة وأخلاق؟
وكأنه لا يمكن للمرء أن يبتسم دون بذاءة؟ ولا أن يغضب دون بذاءة؟ ولا أن ينتقد دون بذاءة؟
وكأن المطلوب هو فكّ الإنسان من كل عقال يحكم عقله ويلزمه الحفاظ على سمو إنسانيته؟
وهل يبقى الإنسان ساميًا رفيع الشأن إن باع عقله وخلقه؟
يروى أنه كان للإمام الصادق عليه السلام صديق "لا يكاد يفارقه" إذا ذهب مكاناً، فبينما هو يمشي معه، ومعه غلام سِندِي يمشي خلفهما، إذ التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره، فلما نظر في الرابعة قال: يا بن الفاعلة أين كنت؟
قال الراوي: "فرفع الصادق يده فصلت بها جبهة نفسه" ، ثم قال: "سبحان اللّه" تقذف أمه! قد كنت أرى أن لك ورعاً، "فإذا ليس لك ورع". فقال: جعلت فداك إن أمه سندية مشركة. فقال: أما علمت أن لكل أمة نكاحاً، "تنح عني".
قال الراوي: "فما رأيته يمشي معه، حتى فرّق الموت بينهما"، الكافي/ج2 .
هذه هي أخلاقنا أمّا تلك فهي أخلاق الأبالسة الفاسقين.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه: "إن اللّه حرّم الجنة على كل فحّاش بذيء، قليل الحياء، لا يُبالي ما قال ولا ما قيل له"، الكافي/ج2.
نحن يا أهل العالم شيعة..
"معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شينًا، قولوا للناس حُسناً، واحفظوا ألسنتكم، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول". الإمام الصادق عليه السلام، وسائل الشيعة/ج12.