أدب الموالين في عاشوراء - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |2|
أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|2|
إن ما نقل عن واقعة كربلاء، أقل بكثير من الواقع.. فالوقائع أكثر وأعمق من حيث الفاجعة!
ونحن نعتقد بأن هنالك قسمًا من الفاجعة ومن مأساة الحسين (عليه السلام) لم يصل إلينا، ولم يطلع عليه إلا الإمام (عجل الله فرجه)؛ لأن التاريخ لم ينقل إلا شذراً بسيطاً..
فبعض المقاتل نُقلت من أعداء الإمام (عليه السلام)!
وقسم منهم في رواياتنا..
وعليه، فإن عظمة الواقعة والمأساة، أعظم مما ورد إلينا..
يقول أحد العلماء: إن بعض صور عاشوراء والمصائب في ذلك اليوم، هي سر في قلب الإمام الحجة (عجل الله فرجه)!
ومن هنا نجده يتفاعل تفاعلاً شديداً بقضية جدّه الحسين (عليه السلام) حيث يقول في زيارة الناحية المقدسة:
السلام عليك يا جداه!.. لئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة ناصباً.. لأندبنك صباحاً ومساءً، ولأبكين لك بدل الدموع دماً.
ويشبه ذلك قول الإمام الرضا (عليه السلام): إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، بحار الأنوار/ ج44.
فيبدو أن القضية أعمق بكثير مما نظن، وهذا الذي جعل الإمام (عجل الله فرجه) يندب جدّه طوال زمان الغيبة، لا في أيام محرم فحسب، بل في كل أيام سنته!
وهذا التأكيد يشير إلى شدة البكاء وكثرته ودوامه!
إن في الفعل المضارع (أبكين) دلالة على الدوام والاستمرار.. ومن الواضح أن من يستمر طول دهره يبكي دماً سينتابه من الآلام والأمراض ما قد يؤول به إلى الموت ومن هنا جعل الإمام (عجل الله فرجه الشريف)!
والموت غاية ينتهي بها بكاؤه (عليه السلام) فهو يبكي ويظل يبكي طول دهره وعمره الشريف حتى يموت أسىً ولوعة حيث قال (عليه السلام): حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب!
كما أكّد الإمام الرضا (عليه السلام) حصول القرح في العين الذي لا يحصل إلا بعد كثرة البكاء وشدته في مدة طويلة كما أن الدمع يُسبل إذا هطل.
ونؤكد أن هذا الكلام الصادر عن المعصوم ليس فيه أي مجاز وإنما هو كلام حقيقي بالفعل والتأكيد !
ومن هنا نعرف استحباب شدة البكاء على الحسين (عليه السلام) ولو استلزم قرح العين! بل ولو استلزم حصول آفة في العين أو ذهاب نور البصر أو أذاها!