أدب الموالين في عاشورا - مجتمع عاشوراء |4|
مجتمع عاشوراء
|4|
يأتي دور النهضة الحسينية كصمّام أمان في المجتمع الإسلامي يحفظ أفراده من الضياع والغرق في وحل الفساد.
فمن الأمور المنظورة على أرض الواقع، أنه بمجرد حلول ذكرى هذه النهضة المقدّسة يقرر الكثير ممن يجرؤون على ارتكاب المنكر بالإقلاع عنه ولو في العلانية فقط، فيمتنعون مثلاً عن سماع الغناء المحرم ويستمعون بدل ذلك إلى المراثي الخاصة بفاجعة عاشوراء ويقلع العديد عن مشاهدة برامج التلفاز السيئة ويكتفون بمشاهدة البرامج الخاصة بإحياء ذكرى الطف الأليمة ويمتنع العديد من الحضور في مجالس اللهو والمجون ويقضون أوقاتهم متنقلين بين مجالس الوعظ والإرشاد ومواكب العزاء.
هذه الظاهرة التعبيرية في السلوك <وإن كانت مؤقتة بالنسبة للكثير> فإنّ فيها فائدة عظيمة قد لا يحسّ بها إلا من يدرس ويتأمل جيداً في هذه الظاهرة.
فالإبن حينما يرى ربّ الأسرة قد امتنع عن ممارسة المآثم احتراماً لذكرى فاجعة الطف يترسخ في ذهنه - من حيث لا يشعر - أن هذه الذنوب من قبائح الأفعال ومن غير الممكن أن تتلاءم مع الفطرة الصافية. وهذا المقدار كاف لأن تبقى المعاصي والآثام مذمومة في نظر الأجيال ويخجل من التجاهر بها.
إن حلول ذكرى مصاب تلك الثلة الطاهرة الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الله تعالى لا يترك عذراً يبرر ارتكاب ما يخالف نهج الحسين عليه السلام وأنصاره.
إن هذا التأثير المهم الذي نشاهده في المجتمعات التي تتفاعل مع ذكرى عاشوراء يعد وجهاً من وجوه تلك الحقيقة الخالدة حقيقة إحياء الإمام الحسين عليه السلام للدين الإسلامي والمحافظة على قيمه ومبادئه الأصيلة مصونة من التحريف.
يتبع ..