أدب الموالين في عاشوراء - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |4|
أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|4|
يقول بقيّة الله الأعظم الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الناحية المقدّسة، مخاطباً جدّه أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام) «فلما رأين النساء جوادك مخزيّاً»، فيصف حالة جواد الإمام وقد نظرت إليه النسوة من آل البيت سلام الله عليهم عند وصوله إلى المخيّم بلا فارس وكأنّه يخبرهنّ بالفاجعة العظيمة.
فرأينه (أي الجواد) مخزيّاً: تبدو عليه علامات الأسى، مطأطئاً رأسه حزيناً وكأنّه يحسّ بالتقصير بسبب عجزه عن إغاثة مولاه الإمام الحسين (عليه السلام).
ثمّ يمعن عجل الله تعالى فرجه الشريف في الوصف قائلاً: «ونظرن سرجك عليه ملويّاً» مشيراً لما جرى على الإمام من خلال وصف حالة الجواد.
فالسرج هو ما يوضع على الفرس لجلوس الراكب، ويوثق بالجواد بكلّ استحكام لئلاّ يقع الراكب من الفرس حين عَدْوه، وإذا ما وقع الفارس من جواده دون اختياره يلتوي السرج إلى الأسفل.
وتقول الروايات: (وأقبَلَ فرسُ الحسينِ عليه السلام يدورُ حولَهُ، ويُلطِّخُ عُرْفَهُ وناصيَتَهُ بدمِهِ، ويشَمُّهُ ويصهَلُ صهيلاً عالياً، وأقبلَ نحوَ المخيَّمِ بذلكَ الصهيلِ).
وكان هذا الفرس أحد شهود المعركة.
كأنه تحسس ما يدور حول الإمام الحسين عليه السلام ما لم يتحسسه أحد غيره.
وقد وفى هذا الفرس مع الإمام الحسين عليه السلام وفاء عجيباً!
حيث رفض أن يشرب الماء كونه يعلم أن الإمام الحسين عليه السلام عطشان.
وكان الإمام (عليه السلام) قد قدمه على نفسه لشرب الماء فنفض الجواد رأسه من الماء.
ودافع عن سيده بكل ما يملك من قوة فرفس وقتل العديد بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام.
ولطخ الفرس نواصيه بدم الإمام الحسين عليه السلام وكان يصهل صهيلاً عالياً!
وقيل كان الجواد يقول:
الظليمة، الظليمة، من أمة قتلت ابن بنت نبيها"
السلام عليك يا أبا عبد الله
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّماواتِ والأرض،
اَشْهَدُ اَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونَ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ.