وقفات غرّاء - والنصر تنسجه.. أنامل زينب |2|
والنصر تنسجه.. أنامل زينب
|2|
يقول الإمام الخميني قدس سره:
لقد تألقت السيدة زينب عليها السلام كولي إلهي في المسير إلى كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام بشكل كامل لا يمكن أن نجد له نظيرًا على مر التاريخ، في حادثة عاشوراء وتحملها للصعاب ورعايتها مَن تبقّى من أطفال ونساء ثم في الأحداث المتتابعة، وبسبب هذا الجهاد الكبير اكتسبت زينب عليها السلام عند الله تعالى مقامًا لا يمكننا وصفه...إن بقاء دين الإسلام وبقاء سبيل الله وبقاء السير في هذا السبيل من قبل عباد الله يعتمد كله على العمل الذي قام به الإمام الحسين عليه السلام وما قامت به السيدة زينب عليها السلام.
اتصفت تلك المرأة العظيمة، بالعبادة، العلم، كما أنها كانت صاحبة دور اجتماعي مهم وبارز في تحصين وتطوير المجتمع النسائي، كان الناس يلجأون إليها، أي أنه بعد حادثة كربلاء، كانت للسيدة زينب عليها السلام نيابة خاصة عن الإمام زين العابدين عليه السلام حتى شفي من مرضه.
إنّ قيمة وعظمة زينب الكبرى إنّما تنبع من موقفها وحركتها الإنسانيّة والإسلاميّة العظيمة على أساس التكليف الإلهيّ. فعملها وقرارها ونوعيّة حركتها، كلّ ذلك منحها هذه العظمة. وكلّ من تقوم بمثل هذا العمل، حتّى ولو لم تكن بنت أمير المؤمنين عليه السلام، فإنّها ستحصل على مثل هذه العظمة. فمنشأ هذه العظمة هو من هنا، أوّلًا من تشخيصها للموقف، سواءٌ قبل تحرّك الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء، أم في لحظات المحنة في يوم عاشوراء، أم في الأحداث القاصمة التي تلت شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وثانياً من اختيارها لما يتناسب مع كلّ موقف، فهذه الخيارات هي الّتي صنعت زينب عليها السلام.
يتبع..