أدب الموالين في عاشوراء - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |8|
أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|8|
ما أجمل ما أقرّ به مولانا الحجّة لجدّه الحسين (عليهما السلام) من صفات ومزايا حيث قال: أشهد انك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت به وبحبله فأرضيته وخشيته وراقبته واستجبته.
..كنت للرسول صلى الله عليه وآله ولدا، وللقرآن منقذا، وللأمة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبًا عن سبل الفساق، باذلًا للمجهود، طويل الركوع والسجود، زاهدًا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرًا إليها بعين المستوحشين منها..
تقدم الإمام (عجل الله تعالى فرجه) ليقر لجدّه بالشهادة وبالصفات الكريمة والسيرة النبوية التي كان يتحلى بها الإمام الحسين (عليه السلام)..
وقد حكت هذه الكلمات المُثُل العليا الماثلة في سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته فما من فضيلة خلقها الله في الدنيا إلا وهي من عناصره وذاتياته..
ويتابع عليه السلام في قوله بهذه الزيارة: حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن وللظالمين مباين جليس البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والشهوات، تنكر المنكر بقلبك ولسانك، على حسب طاقتك وإمكانك، ثم اقتضاك العلم للإنكار، ولزمك أن تجاهد الفجار، فسِرتَ في أولادك وأهاليك وشيعتك ومواليك، وصدَعتَ بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت بإقامة الحدود والطاعة للمعبود، ونهيتَ عن الخبائث والطغيان، وواجهوك بالظلم والعدوان، فجاهدتهم بعد الإيعاز إليهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك وجدك وبدؤوك بالحرب فثبتت للطعن والضرب وطحنت جنود الفجار، واقتحمت قسطل الغبار مُجالدًا بذي الفقار كأنك علي المختار" .
ومع ربط هذه الكلمات التي بيّنت جهاد الإمام أبي الأحرار عليه السلام وأفعاله لتبيان الحق أمام الحكم الأموي الذي كفر بحقوق الإنسان وأشاع الظلم والفساد في الأرض.. مع ربطها بما له من المثل العليا والصفات الحميدة..
يتبع..