أدب الموالين في عاشوراء - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |9|
أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|9|
ويتابع عليه السلام بتبيان ما قام به: من أنه لم يسعه السكوت أمام هذا الطغيان فانبرى إلى ساحات الجهاد المقدس يُنكر المنكر بقلبه ولسانه وحسامه ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويتابع إمامنا المفدى في الزيارة قائلاً: "فلما رأوك - (يعني بني أمية) - ثابت الجأش غير خائف ولا خاش نصبوا لك غوائل مكرهم وقاتلوك بكيدهم وشرهم وأمر اللعين جنوده فمنعوك الماء وورده، وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام والنبال، وبسطوا إليك أكف الاصطلام، ولم يرعوا لك ذمامًا، ولا راقبوا فيك آثامًا في قتلهم أوليائك ونهبهم رحالك، وأنت مقدَّم في الهبوات، ومحتمل للأذيات، قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات.. ".
ومفاد هذه الكلمات أن الأمويين لما رأوا الإمام أبي الأحرار كالطود الشامخ ينعي عليهم سياستهم التي شذت عن كتاب الله وسنة نبيه وتزعمه للقوى المعارضة لهم غير حافل بهم ولا خائف من سلطانهم قابلوه وناجزوه بكل ما يملكون من الوسائل وحاربوه ومنعوه الماء ورشقوه بسهامهم ونبالهم ولم يرعوا فيه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقد تحمل (عليه السلام) جميع ما عاناه من الخطوب والكوارث بصبر عجبت منه ملائكة السماء .
-نعم كلها صفات حميدة مباركة لهذا الإمام العظيم يبيّنها حفيده المهدي (عجّل الله فرجه) من أجلّ الصفات وأرقاها وحجّة داحضة على كل من قام ضدّه وقاتله .
وكأن الدهر يعيد نفسه، يعيد ما حصل مع جدّه المصطفى من معاناة أليمة من القرشيين ومن أهل الطائف الذين واجهوه بالتكذيب ورشقوه بالحجارة وأدموه.
-نعم إنها صفات رسول الله(صلوات الله عليه وآله) الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.
السلام عليك يا رسول الله
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِمْ فَضْلاً وَاِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، اِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ.