أدب الموالين في عاشورا - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |11|
أدب الموالين في عاشوراء
أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|11|
وعند التأمل بالمضامين المرموقة المبثوثة في هذه الزيارة المقدسة، نجد: وجود إرتباط معنوي وروحي وغيبي بين الزائر والمزور، إذ أن الزائر هو الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) والمزور هو الإمام الحسين (عليه السلام). كلاهما من نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكلاهما ينهضان من أجل إقامة الحق وإحياء العدالة، وإعتلاء كلمة التوحيد في هذه المعمورة.
الإمام الحسين (عليه السلام) سطر أروع الملاحم في كربلاء، لتقويض سلطة الظلم والكفر اليزيدي، ولإحياء حاكمية القرآن، وتجديد معالمه الخالدة، واستشهد في هذا السبيل وسكن دمه في الخلد، وأضحى منارًا ومشعلاً للثوار والمجاهدين على مر التاريخ.
أما الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) فإنّه سينهض بالأمر لإدامة نهضة جده الإمام الحسين (عليه السلام) وتحقيق أهدافه النبيلة، وأنه حقًا كما وعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا، وإنه المنتقم لدم المقتول بكربلاء، والطالب بثأر جميع الشهداء، الذين ضحوا من أجل قائدهم المفدى في صحراء نينوى.
نعم كلاهما يسيران في خط واحد، وإنهما نور واحد، ويجاهدان لتحقيق هدف واحد، وهو تثبيت أركان التوحيد في العالم.
بسبب هذا الإرتباط الوثيق بين الإمام الحسين والإمام المنتظر (عليهما السلام)، فإنّ المنتظرين لبزوغ الفجر عندما يقرأون فصول زيارة الناحية المقدسة، تمتلك قلوبهم شعور خاص، ويغمرهم الشوق والوجد للقاء الحبيب، والإنضواء تحت رايته المباركة.
ولعمري فإن الإمام الحسين (عليه السلام) بغربته وبمظلوميته وبحركته وجهاده وشهادته هو مجسّم ومجسّد في إمام زماننا (عجل الله فرجه)، اللهم اجعلنا معهم وفي خطهم ومن المستشهدين على طريقهم.