عشاق الحسين - عشاق الحسين |1|
عشاق الحسين
|1|
أخذت الزيارة الأربعينية صداها الإعلامي الواسع وعلى مستوى العالم أجمع، وذلك لتوافد الحشود الغفيرة من أغلب بقاع العالم لإحياء هذه الشعيرة المقدسة ولكي يتوحدوا تحت راية أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) الذي جسّد لهم الحرية والإباء و الثورة على الظلام والجائرين كما جسّد لهم معاني الخلق العظيم الذي ورثه من جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام).
تأتي هذه الجموع الغفيرة لتخلّد ذكرى لم يحصل مثيلها في التاريخ.
فـ الأربعون الأول هو اليوم الذي جاء فيه الزوار العارفون بالإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء للمرة الأولى. فقد جاء إلى هناك جابر بن عبدالله الأنصاري، عطية، وهما من صحابة النبي صلّى الله عليه وآله وحواريي أمير المؤمنين عليهم السلام. وكما جاء في الأخبار والروايات أن جابرًا كان كفيفًا وأخذ عطية بيده ووضعها على قبر الحسين. لمس القبر وبكى وتكلم مع الحسين عليه السلام. فبمجيئه وكلامه قد أحيا ذكرى الحسين بن علي عليه السلام، وثبّت سُنّة الزيارة لقبر سيد الشهداء.
إن يوم الأربعين على هذا القدر من الأهمية.
فيوم الأربعين هو:
- حركة امتداد عاشوراء.
- بداية تفجّر ينابيع المحبة الحسينية.
- بداية الاجتذاب الحسيني للقلوب.
- ويوم الصمود في مواجهة الاستكبار.
ومن دعاء الإمام الصّادق عليه السَّلام في مدح محبي وزائري الإمام الحسين عليه السلام: "اللهمّ يا مَن خصَّنا بالكرامة ووَعَدَنا بالشفاعة، وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدةً من الناس تهوي إلينا، إغفر لي ولأخواني وزوّار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين أنفقوا أموالَهم وأشخصوا أبدانَهم رغبةً في بِرِّنا ورجاءً لما عندكَ في صلتنا..".
"..فارْحَمْ تلكَ الوجوه التي غيَّرَتْها الشّمسُ، وارْحَمْ تلكَ الخدودَ التي تتقلّبُ على حفرةِ أبي عبد الله الحسين (عليه السَّلام) وارْحَمْ تلكَ الأعينَ التي جَرَتْ دموعُها رحمةً لنا، وارْحَمْ تلك القلوبَ التي جزعَتْ واحترقت لنا، وارْحَمْ تلكَ الصّرخةَ التي كانت لنا، اللهمّ إني أستودِعُكَ تلك الأبدان وتلك الأنفسَ حتى تُوافيهم من الحوض يومَ العطش"، ميزان الحكمة.