عاشوراء - شتان بين المعسكرين |3|

ديننا
شتان بين المعسكرين
|3|

شجاعة وتراجع
إن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، لم يكونوا يقاتلون من أجل الأجر، ولا خوفًا من شيء، أو من أحد، بل يقاتلون دفاعًا عن الإيمان، والعقيدة، والحرية.
ومن العجائب أنه لم يبدر منهم أي تراجع خلال المراحل كافة التي مروا بها مع الإمام القائد.
في المقابل قد برزت بعض مظاهر التراجع والتردد، لدى جند عمر بن سعد في كربلاء، وإن دلّت على شيء فإنها تدلّ في الواقع على عجز جيشه أمام ذلك النفر القليل من جنود أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
والخصوصية الأخرى لأصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) أنهم اختاروا الموت قبل استشهاد أبي عبد الله (عليه السلام)، وقبل استشهاد أفراد بني هاشم، وهذا دليل على إيمانهم المطلق بقائدهم.
بينما جند المعسكر الآخر ماذا فعلوا؟
امتنع جند عمر بن سعد عن مقاتلة جنود الحسين (عليه السلام)، وجهًا لوجه، واستعانوا برمي الرماح والنبال من بعيد، وهاجموا معسكر الحسين (عليه السلام) من الخلف، إما لحرق الخيام، أو للطعن من الخلف، والغدر بالجند في ساحة الوغى. وتهرّب عمر بن سعد وجماعته من مقاتلة شخص الحسين (عليه السلام)، كما وإن قوله المعروف عن سيد الشهداء: «هذا ابن قتال العرب»، وتعليماته بإشاعة جو من الضجيج والضوضاء، كان من أجل منع وصول فحوى خطبة الحسين (عليه السلام) إلى جنده، حتى لا يتأثر الجند بذلك، وينقلبوا عليه.
هذه بعض من صفات أصحاب كل من المعسكرين، وشتان بين المعسكرين.

فالسلام على الحسين (عليه السلام)
وعلى علي بن الحسين (عليه السلام)
وعلى أولاد الحسين (عليه السلام)
وعلى أصحاب الحسين (عليه السلام)
اللهم اجعلنا من أوفى أصحاب حفيد الحسين (عليه السلام) الحجة القائم المنتظر (عجل الله فرجه)