عاشوراء - ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الحلقة الثالثة
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
الحلقة الثالثة
انبرى الإمام الحسين(عليه السلام) للجهاد دفاعاً عن حقوقه التي نهبها الأمويون واغتصبوها.
فهو الخليفة الشرعي بمقتضى معاهدة الصلح التي تم الاتفاق عليها، وعلى هذا فلم تكن بيعة يزيد شرعية.
فلم يخرج الإمام (عليه السلام) على إمام من أئمة المسلمين، كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الأموية، وإنما خرج على ظالم مُغتَصِبٍ لِحَقِّهِ.وكان من معالم وأهداف خروجه:
الأمر بالمعروف :
إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم مُقَوِّمَات هذا الدين، والإمام (عليه السلام) بالدرجة الأولى مسؤول عَنهُمَا.
وقد أدلى (عليه السلام) بذلك في وصيته لأخيه ابن الحنفية، التي أعلن فيها عن أسباب خروجه على يزيد، فقال (عليه السلام): إِنِّي لَمْ أَخرُجْ أَشِراً وَلا بَطِراً، وَلا ظَالِماً وَلا مُفسِداً، وإنما خرجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعرُوفِ وَأَنهَى عَنِ المُنكَر.
إِمَاتَة البِدَع:
عمد الحكم الأموي إلى نشر البِدَع بين المسلمين، وَالتي لم يُقصَدُ منها إلا مَحْقُ الإِسلام، وإلحاق الهزيمة به.
وقد أشار الإمام الحسين (عليه السلام) إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة: فَإِنَّ السُّنَّةَ قَد أُمِيتَتْ وَالبِدْعَةَ قَدْ أُحْيِيَتْ.
فقد ثار (عليه السلام) ليقضي على البِدَع الجاهلية التي تَبَنَّاهَا الأَمَوِيُّون، ويحيي سُنَّةَ جَدِّه الرسول (صلى الله عليه وآله) التي أماتوها، ولِيَنشرَ رايةَ الإِسلام.
مواجهة غدر الأمويين وفتكهم:
أيقن الإمام (عليه السلام) أن الأمويين لا يتركونه، ولا تَكفُّ أيديهم عن الغدر والفَتْكِ به حتى لو سَالَمَهُم وبايعهم.
وقد أعلن ذلك لأخيه محمد بن الحنفية: لَو دَخَلتُ فِي حِجرِ هَامَة مِن هَذِهِ الهوَام لاستَخْرَجُونِي حتَّى يَقتُلُونِي.
فاختار (عليه السلام) أن يُعلنَ الحربَ ويموت مِيتَةً كريمةً تَهزُّ عروشهم، وَتقضِي على جبروتِهِم وَطُغيَانِهِم.
يتبع ..