عاشوراء - ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الحلقة الرابعة
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
الحلقة الرابعة
إنبعثت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) من ضمير الأُمّة الحيّ ومن وحي الرسالة الإسلامية المقدسة ومن البيت الذي انطلقت منه الدعوة الإسلامية للبشرية جمعاء، البيت الذي حمى الرسالة والرسول صلّى الله عليه وآله ودافع عنهما، حتى استقام عمود الدين.
ولا يمكن لأحد أن يغفل عما تركته هذه الثورة من آثار في الأيام والسنوات التي تلتها رغم كل التشويه والتشويش الذي يحاول أن يمنع من سطوع الحقيقة لناشدها. وبالإمكان أن نلحظ بوضوح آثاراً كثيرة لهذه الثورة العظيمة عبر الأجيال وفي حياة الرسالة الإسلامية ؛ وأهم تلك الآثار هي :
فضح الاُمويين وتحطيم الإطار الديني المزيّف:
بفعل ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تكشفت للناس حقيقة النزعة الاُموية المتسلطة على الحكم، ونسفت تضحيات الثائرين كل الأُطر الدينية المزيّفة التي استطاع الاُمويون من خلالها تحشيد الجيوش للقضاء على الثورة، مستعينين بحالة غياب الوعي وشيوع الجهل الذي خلّفته السقيفة.
ولكن حركة الإمام الحسين (عليه السلام) ورفضه البيعة وتضحياته الجليلة نبّهت الاُمّة، وأوضحت لها ما طُمس بفعل التضليل.
إحياء الرسالةالإسلامية:
لقد كان استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) هزّة لضمير الاُمّة وعامل بعث لإرادتها المتخاذلة وعامل انتباه مستمر للمنحدر الذي كانت تسير فيه بتوجيه من بني أميّة ومن سبقهم من الحكّام الذين لم يحرصوا على وصول الإسلام نقيّاً إلى من يليهم من الأجيال .
لقد استطاع سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يبيّن الموقف النظري والعملي الشرعي للأمّة تجاه الإنحراف الذي يصيبها حينما يستبدّ بها الطغاة .
الشعور بالإثم وشيوع النقمة على الأُمويين:
اشتعلت شرارة الشعور بالإثم في نفوس الناس، وكان يزيدها توهجاً واشتعالاً خطابات الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) والسيدة زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليهما السلام وبقية أفراد عائلة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) التي ساقها الطغاة الأمويون كسبايا من كربلاء إلى الكوفة فالشام .
يتبع ..