عاشوراء - كمال المجتمع الكربلائي |3|
كمال المجتمع الكربلائي
|3|
الإيثار شيمة الأبرار
لم يكن العباس بينهم آنذاك، عندما آثر صائمو النذر بإفطارهم المتواضع، يتيمًا ومسكينًا وأسيرًا. فهل يفوته فضل الإيثار وهو أبو الفضل كلّه؟!
أم كيف يروي ساقي العطاشى يباس أحشائه، وخلفه أيتام الشهداء، ومساكين الغربة، وأسارى رحلة السبي في الإنتظار؟!
وأين سيجد مثل هذه الفرصة، ليسطر إيثاره الأروع، لمعشوقه وأخيه سيد شباب أهل الجنة، فيلتحق بمن "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسرورا"! الإنسان/11
تحررٌ من هوى النفس
الإيثار من أرفع الأخلاق الإسلامية، وهو صفة رائعة لا نجدها إلا في شخصية متفانية في خدمة الآخرين، تمكنت من الانعتاق من أهوائها، فأصبحت لذة العطاء بالنسبة إليها أجمل من كل اللذائذ المادية.
عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) :" الإيثار أعلى مراتب الكرم وأفضل الشيم" ميزان الحكمة للريشهري/ج1
لأنه يمتاز عن غيره من أشكال الكرم، بحاجة المؤثر إلى أمر ما، لكنه يحرم نفسه منه ليقدمه لغيره الذي يحتاجه أيضًا. وهذا تمام قوله تعالى :"ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة". الحشر/9
وفي قول الله عز وجل لنبيه موسى عليه السلام :"لا يأتيني أحد منهم (من الخلق) قد عمل به (الإيثار) وقتًا من عمر، إلا استحييتُ من محاسبته وبوأته جنتي حيث يشاء". ميزان الحكمة للريشهري/ج1
الإيثار تكافلٌ اجتماعي
لقد حثّ الرسول والأئمة (صلوات الله عليهم) كثيرًا على التحلي بشيمة الإيثار، لما لها من أهمية على جهتين:
- الجهة الفردية: لتربية النفس على الزهد ومخالفة الهوى.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: الإيثار أفضل عبادة وأجلّ سيادة
ميزان الحكمة للريشهري/ج1
- الجهة الإجتماعية: للمساهمة في مبدأ تكافل المؤمنين فيما بينهم، فبقدر جمال هذه السجية، يكون نقيضها ذميم بما يعبر عنه من أنانية وتغليب لمصلحة الذات.
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار
ميزان الحكمة للريشهري/ج1