عاشوراء - كمال المجتمع الكربلائي |6|
كمال المجتمع الكربلائي
|6|
لطلب الإصلاح خرج
خطب الإمام الحسين (عليه السلام) يوما فقال" إن رسول الله قال: من رأى سلطانًا جائرًا مستحلًا لحرم الله، ناكثًا لعهد الله، مخالفًا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر بقول ولا فعل، كان حقًا على الله أن يدخله مدخله. ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتولوا عن طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله.."، تاريخ الطبري/ج3.
إذًا، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الفريضة الإلهية التي عزم على ترسيخها سيد الشهداء قولًا وعملًا.
ما هو المعروف الذي أراد أن يأمر به الإمام؟
لقد رأى مولانا أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) أنه لم يعد يصلح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالخطابات والمواقف، فموجة الإنحراف الخطيرة تحتاج إلى أمر ونهي أقوى من الكلمة.
والدليل ظاهر من خلال عدم استجابة أتباع أهل البيت لرسائل الإمام التي بعثها مع سفرائه إلى مناطق عدة، ناهيك عن عامة الناس، فالجميع مشتّتون في الضلال.
وتظهر هذه الفريضة التي جعلها الله تعالى إحدى فروع الدين، جليةً في سلوك الإمام ظهيرة يوم عاشوراء وقبله بأيام.
فهو حاول أن يوضح للأعداء باستمرار خطر ما يقدمون عليه على دنياهم وآخرتهم، وأن ينبههم إلى الآثام التي يرتكبونها، إنما من دون جدوى!
فالرعية، وعلى دين ملكها يزيد، صارت تتهاون بأحكام الإسلام، ويظهر ذلك في نموذج جيش عمر بن سعد، فهم:
- قتلوا نفوسًا زكية.
- اعتدوا على حرمة النساء.
- ضيعوا الصلاة.
- نهبوا وسرقوا من آل الرسول كما يحلو لهم.
وهذه عينة مصغرة عن المحرمات التي لم يتورع عنها العامة في ذلك الوقت، مع أنهم كانوا يُسمَّون "مسلمين".
ناصحٌ بين أصحابه
وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم "التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين" (التوبة ١١٢)
فكيف إذا كان المؤمن هو الإمام المعصوم، القدوة وأعبد أهل الأرض، الذي تكون كل كلماته وأفعاله في رضا الله وطاعته، وها هو نجده حتى بين أفراد ركبه ناصحًا هاديًا ومرشدًا، من خلال:
-طلبه للنساء إلتزام العفة والحشمة بعد شهادته.
- دعوته لأصحابه وأهل بيته لإحياء الليلة الأخيرة بالصلاة والمناجاة.
أشهد يا مولاي أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين.