عاشوراء - كربلاء دروس وعِبَر |3|
كربلاء دروس وعِبَر
|3|
حقيقة البكاء على سيد الشهداء
كان أهل الكوفة يقتلون الإمام الحسين (عليه السلام) وهم يبكون، فالبكاء لا يعني أننا غير قاتلين للحسين (عليه السلام)، عمر بن سعد بكى حينما مرت زينب (عليها السلام) في موكب السبايا، في الضحايا، حينما التفتت إلى أخيها، حينما اتجهت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تستنجده وتستصرخه وتخبره عن جثة الحسين وهي بالعراء وعن السبايا وهم مشتتون وعن الأطفال وهم مقيدون، حينما أخبرت جدها (صلى الله عليه وآله) بكل ذلك ضجَّ القتلة كلهم بالبكاء. وقعة الطف 259.
بكى السفاكون، بكى هؤلاء الذين أوقعوا المجازر، بكوا بأنفسهم. إذن فالبكاء وحده ليس ضماناً والعاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أن صاحب العاطفة هو لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) .
لا بد من امتحان، لا بد من تدبّر، لا بد من تأمل ومن تعقل لكي نتأكد من أننا لسنا قتلة للإمام الحسين (عليه السلام) ومجرد أننا نحب الإمام الحسين ومجرد أننا نزوره أو نبكي عليه أو نمشي إليه كل هذا عظيم وجيد وممتاز وراجح ولكنه ليس ضماناً ودليلاً لكي نثبت أننا لا نساهم بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) .
يجب أن نحاسب أنفسنا ونتأمل في سلوكنا وأن نعيش موقفنا بدرجة أكبر من التدبر والعمق والإحاطة والانفتاح على كل المضاعفات والملابسات لكي نتأكد من أننا لا نمارس من قريب أو من بعيد بشكل مباشر أو غير مباشر قتل الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام .
أئمة أهل البيت ص 353-354.