عاشوراء - أسباب تفجير الثورة الحسينية الكبرى |2|

ديننا
أسباب تفجير الثورة الحسينية الكبرى
|2|

الأحداث الرهيبة التي عاشها الإمام الحسين عليه السلام في ظل ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

إن حياة الأئمة عليهم السلام كلها حياة جهاد وتضحية في سبيل الله عزّ وجلّ ولا يمكن أن نستثني أحداً من هذه الحركة المباركة لأن مفهوم الجهاد يتقوّم بأمرين:
١- الجهد والعناء والمشقة وهذا ما تحمله الكلمة من الناحية اللغوية.
٢- فرض وجود عدو نعمل على مواجهته.
وبلحاظ هذين الأمرين نعرف أن حركة الأئمة عليهم السلام الجهادية كانت مستمرة في كل العصور وهذا الجهد المبارك توّج بالشهادة. وأما وجود العدو فكان على طول التاريخ الذي عاشه الأئمة عليهم السلام في ظل الانحراف عن ثوابت الإسلام الأصيل الذي ولّدته الحكومات المنحرفة.
ومع تحقق هذين الأمرين تتنوع أنواع المجاهدة بحسب الظروف والمعطيات.
يمكن تقسيم حياة الإمام الحسين عليه السلام حسب المراحل الزمنية إلى عدّة مراحل:
الأولى: الفترة التي عاشها مع جده خاتم الرسل محمد صلّى الله عليه وآله واستمرت ما يزيد على خمس سنوات.
الثانية: الفترة التي عاشها مع أمه البتول عليها السلام ما يقرب من ست سنوات.
الثالثة: الفترة التي عاشها مع أبيه المرتضى عليه السلام ما يزيد على خمسة وثلاثين سنة.
الرابعة: الفترة التي عاشها مع أخيه المجتبى عليه السلام ما يناهز خمسة وأربعين عاماً.

خمسة وثلاثين سنة عاشها الإمام الحسين عليه السلام في حياة والده الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن المؤكد أن الإمام الحسين عليه السلام كان موالياً مطيعاً لإمام زمانه. ومن المؤكد بأنه عليه السلام عانى ما عاناه أميره عليه السلام من أحداث رهيبة (من حروبات، ومحاولات إصلاح فساد وانحرافات الأمة الإسلامية عن الصراط المستقيم)، ومن عقبات في طريق دولة الإمام علي عليه السلام.
من هذه العقبات الفتن التي أدّت إلى حروبات (كفتنة الجمل، والناكثين، وحرب صفين، ومواجهة الخوارج).
سنتحدّث إن شاء الله في الفقرة القادمة عن الناكثين، والقاسطين، والمارقين.
انتظرونا.
يتبع..