عاشوراء - العشق الحسيني |8|
العشق الحسيني
|8|
الثلة الطاهرة التي عشقت الحسين عليه السلام
هذا الفداء العظيم المتمثل بوقوف إنسان عاشق لأبي عبدالله الحسين عليه السلام يقف أمامه يقيه من السهام ليصلي مع صحابته، يجعلك حائراً أمام هذه الثلة الطاهرة التي عشقت الحسين عليه السلام وفدته بأرواحها والنفوس.
فأن يقف المرء أمام شخص آخر ليقيه السهام المتوجهة إليه ويتلقاها بصدره وجسده إنّ هذا لا يفعله إلّا أولئك الذين أعاروا جماجمهم لله، ولا يفهمه إلّا من ذاق حلاوة العشق الإلهي.
فقد روي أنّ الإمام عليه السلام طلب من زهير بن القين وسعيد بن عبد الله أن "تقدما أمامي حتى أصلي الظهر" فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف.
وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين عليه السلام فاستُهدف لهم، يرمونه بالنبل، كلما أخذ الحسين يميناً وشمالاً قام بين يديه، فما زال يُرمى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك السلام عني، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت بذلك نصرة ذرية نبيك، ثم مات، فوجدوا به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح"
وهذا برير بن خضير يمازح عبد الرحمن بن عبد ربه، فقال له الأخير: "والله ما هذه بساعة باطل، فقال برير: والله إن قومي لقد علموا أني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً، ولكني مستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلّا أن يميل هؤلاء بأسيافهم".
والنماذج لدى أصحاب الحسين عليه السلام كثيرة جداً، ممن كانوا يتمنون أن يُقتلوا ثم يُنشروا ثم يُقتلوا ثم يُنشروا، يُفعل ذلك بهم ألف مرة فداء للحسين.
السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
يتبع..