عاشوراء - على خطى العقيلة |6|
على خطى العقيلة
|6|
▪️ لزينب عليها السلام الحق في أن تتألّم. ولعلّ الحالة الّتي كانت عليها زينب عليها السلام في ذلك اليوم كانت حالة غير عاديّة. أنا أتصوّر أنّ الوضع الذي كان موجودًا في ذلك اليوم (العاشر) بالنّسبة لزينب كان وضعًا استثنائيًّا. فلا يُمكننا مقارنة وضعها بوضع أيّ من النّساء، ولا حتّى بالإمام السجّاد عليه السلام. لقد كان وضع زينب عليها السلام وضعًا صعبًا ومرهقًا إلى حدٍّ بعيد. فجميع الرجال قد استُشهدوا في يوم عاشوراء. ولم يبقَ في عصر عاشوراء رجل واحد في كلّ المخيّم سوى الإمام السجّاد عليه السلام الّذي كان أيضًا مريضًا وكان قد سقط هناك ولعلّه كان في حالة من الإغماء. الآن إذا نظر المرء إلى هذا الوضع، مخيّم فيه ما يُقارب الثمانين أو الأربعة وثمانين نفرًا ما بين طفلٍ وامرأة، محاصرون في وسط بحرٍ من الأعداء، فكم يحتاجون من العمل والجهد؟! والبعض عطشى، والبعض جوعى، بل لعلّه يُمكن القول بأنّ الجميع كانوا عطشى وجوعى، وجميع القلوب مضطّربة وخائفة، وأجساد الشهداء مقطّعة إربًا إربًا وقد سقطت على الأرض، بعضهم إخوتهم، وبعضهم أبناؤهم. وعلى كلّ حال لقد كانت حادثة مرّة جداً ومهولة، وكان ينبغي لشخصٍ ما أن يجمع كلّ هؤلاء، وهذا الشخص هو زينب عليها السلام.
يتبع..