عاشوراء - على خطى العقيلة |7|
على خطى العقيلة
|7|
▪️ لم تكن زينب عليها السلام مجرّد شخصٍ قد فقد أخاه أو ولديه أو إخوته الآخرين أو كلّ هؤلاء الأعزّاء، ثمانية عشر شابًّا من شباب بني هاشم والأصحاب الأوفياء، لقد كان هناك شيءٌ آخر لا يقلّ أهميّة عمّا جرى وهو أنّها كانت، بين كلّ هؤلاء الأعداء، مسؤولة عن هذا الحمل الثقيل لإدارة وحراسة هذه البقيّة من النساء والأطفال الّذين تفرّقوا وتشتّتوا، كما كان عليها أن ترعى الإمام السجّاد عليه السلام أيضًا. لذا، الله وحده يعلم في بضع السّاعات تلك التي تلت وقوع الحادثة، وإلى حين حلول وقت التحرّك والرّحيل، وتحديد الأعداء ما الذي سيفعلونه بهم، في بضع الساعات تلك التي ضمّت تلك الليلة المظلمة والحالكة والعصيبة، الله وحده يعلم ما الذي جرى على زينب الكبرى عليها السلام. لهذا كانت زينب عليها السلام طوال هذه الساعات في حركةٍ دائمة تركض ناحية هذا الطفل، وناحية تلك المرأة، وناحية تلك الأمّ الثكلى، وناحية تلك الأخت المفجوعة بأخيها، وناحية ذلك الطفل الرّضيع، تقوم بحركةٍ دائمة بين الأفراد وتجمعهم وتواسيهم وتعطف عليهم.
▪️ لكن في لحظة من اللحظات، كان صبرها يفيض، فتبدأ بمخاطبة أخيها، وتذهب إلى أخيها الشهيد، ملاذها الوحيد وملجأها. لدينا في الروايات أنّ زينب الكبرى جاءت إلى جسد أخيها المقطّع ونادت من أعماق قلبها: "يا محمّداه. صلّى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء مرمّلٌ بالدماء" .
يتبع..