عاشوراء - زيارة عاشوراء شعار الأولياء والصالحين |6|
زيارة عاشوراء شعار الأولياء والصالحين
|6|
منافع وعظمة زيارة عاشوراء في قصص وحكايات العلماء
ورد في سيرة العلماء عددًا كبيراً من القصص والحكايات والمكاشفات والرؤيا الصادقة التي تثبت فَرادة وعظمة زيارة عاشوراء ومنافعها الجليلة وتأثيرها في قضاء الحوائج وزيادة الرزق ودفع البلاء ونيل المقاصد خاصّة عند المواظبين على قراءتها.
وفي ما يلي نذكر نموذجاً من هذه الحكايات والقصص التي ذكرها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان. نجد فيها أنه قد تم بفضل المداومة والمواظبة على زيارة عاشوراء رفع العذاب عن مقبرة بأكملها، وإليكم القصّة:
"..عن الثقة الأمين الحاج محمد علي اليزدي قال: كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه (قبره)، يبيت في الليالي بمقبرة خارج بلدة يزد، تعرف بالمزار وفيها جملة من الصلحاء.
وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المعلم وغيره إلى أن صار عشّاراً.
وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قَرِيباً من المحل الذي كان يبيت فيه الرجل الصالح المذكور. فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في المنام في زي حسن وعليه نضرة النعيم.
فتقدّم إليه وقال له : إنِّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقه حسن الباطن ولَم يكن عملك مقتضيا إِلاّ للعذاب والنكال، فبمَ نلت هذا المقام؟
قال : نعم الأمر كما قلت كنت مقيمًا في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس، وقد توفيت فيه زوجة الأسْتاذ أشرف الحداد ودُفنت في هذا المكان- وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع- وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث مرّات، وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرتُ في نعمة وسعة وخفض عيش ودعة.
فانتبه متحيراً ولَم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه في سوق الحدّادين فوجده فقال له: ألك زوجة؟
قال : نعم توفيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الذي أشار إليه.
قال : فهل زارت أبا عبد الله (عليه السلام)
قال : لا.
قال : فهل كانت تذكر مصائبه؟
قال : لا.
قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه.
قال : لا. فقال الرجل : وما تريد من السؤال؟ فقصّ عليه رؤياه.
قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء".
الهوامش
العَشَّارُ : مَنْ يَأْخُذُ عَنِ السِّلَعِ مَكْساً، أَيْ عُشْرَهَا.
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد