عاشوراء - كيف نستطيع أن نكون كسيدة الطهر والصبر والصمود زينب عليها السلام؟ |3|
قدوتنا
كيف نستطيع أن نكون كسيدة الطهر والصبر والصمود زينب عليها السلام؟
|3|
عندما يُقال إنّ الدم انتصر على السّيف في عاشوراء وفي واقعة كربلاء، وهو كذلك، فإنّ عامل هذا الانتصار هو زينب (عليها السلام)، وإلا فإنّ الدمّ في كربلاء قد انتهى.
واقعةٌ عسكريّة انتهت بهزيمةٍ ظاهريّة لقوى الحقّ في ميدان عاشوراء.
أما ذلك الشيء الّذي أدّى إلى تبديل هذه الهزيمة العسكريّة الظاهريّة إلى انتصارٍ قطعيٍّ دائميّ هو شخصيّة زينب الكبرى (عليها السلام).
فالدور الّذي قامت به زينب (عليها السلام)، هو أمرٌ في غاية الأهميّة.
▪ وقد دلّت هذه الواقعة على أنّ المرأة ليست موجودةً على هامش التاريخ، بل هي في صلب الأحداث التّاريخيّة المهمّة. القرآن أيضاً ناطقٌ بهذه المسألة في مواردٍ متعدّدة، لكنّ هذه (الحادثة) مرتبطة بالتّاريخ القريب وليست مرتبطة بالأمم الماضية، إنّها حادثةٌ حيّةٌ ومحسوسةٌ يُشاهد فيها الإنسان زينب الكبرى (عليها السلام) تظهر بهذه العظمة المحيّرة والسّاطعة في الميدان، وتقوم بعملٍ يذلّ العدوّ ويُحقّره، عدوٌّ قد انتصر في المعركة العسكريّة بحسب الظّاهر، واقتلع المعارضين وقمعهم وجلس على عرش النّصر في مقرّ سلطته وفي قصر رئاسته، فتبدّل انتصاره إلى هزيمة. هذا هو عمل زينب الكبرى.
▪ لقد أظهرت زينب (سلام الله عليها) أنّه يُمكنها أن تبدّل الحجاب وعفاف المرأة إلى العزّة الجهاديّة، إلى جهادٍ عظيم.
لقد قدّمت السيدةُ زينبُ بمواقفِها النموذجَ القدوةَ لكلِّ إنسانٍ في هذه الدنيا، ومن ذلك عنصرَ التسليمِ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ما جرى من أحداثٍّ في كربلاء وهي التي وقفتْ في مواجهةِ ابن زياد قائلةً: "ما رأيتُ إلا جميلاً هؤلاء قومٌ كتبَ اللهُ عليهم القتلَ فبرزوا إلى مضاجعِهم وسيجمعُ اللهُ بينك وبينهم فتُحاجّون وتختصِمون عنده".
مقتطفات من كلام السيد القائد علي الخامنئي (دام ظله).
يتبع..