عاشوراء - الدمعة حرارة وثورة |3|
الدمعة حرارة وثورة
|3|
البكاء التعبوي
السيدة الزهراء عليها السلام بكتْ مظلومية سلبها أرض فدك، وبكَتْ مظلومية غصب الخلافة عن أمير المؤمنين حتى تأذى أهل المدينة من بكائها.
ترى، هل كانت شدة بكائها بسبب تعلقها بممتلكاتها؟
أم بسبب فقدان زوجها لأرفع منصب في الدولة؟
وإن كان الأمر كذلك، فلِمَ يتأذّى أهل المدينة؟
إنّ ما آذى أهل مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) هو حُجّية بكاء فاطمة عليهم، وعلى تخاذلهم بحق وصية نبيهم، وتقصيرهم مع الإمام علي عليه السلام!
ما آذاهم هو أن ذلك البكاء كان يذكّرهم دومًا بأن ما اقترفوه كان كارثة تاريخية، وأن بيعتهم لغير الإمام وسكوتهم عن الظلم هو عار كبير على جباههم !
فبكاء الزهراء عليها السلام هو بكاء سياسي لحفظ حق أهل البيت ومنع قضيتهم من النسيان.
وبعدها بعقود طويلة، أوصى الإمام الباقر عليه السلام شيعته بالاجتماع في مِنى وإقامة مجالس البكاء عليه لعشر سنوات.
فما مغزى تلك الوصية؟
وهل كان سينتفع الإمام من بكاء الناس؟
إنما أوصى بذلك لأن ظاهرة اجتماع الناس وبكائهم لها رمزية ملفتة جدا، تفضح ظلم بني أمية وتفتح أعين المسلمين على أحقية أهل البيت (عليهم السلام).
وهي الغاية نفسها التي تتبناها مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام، غايةُ استنهاض النفوس والعزائم.
"فالأعداء يخافون من هذا البكاء لأنه بكاء على المظلوم وصرخة في وجه الظالم" (الامام الخميني المقدس).
يتبع..