عاشوراء - الدمعة حرارة وثورة |4|

الدمعة حرارة وثورة
|4|

العاطفة الحكيمة
يُجمِع علماء نفس التربية بأن الجانب العاطفي والنفسي عند الإنسان له تأثير بليغ في تلقي المعلومة والاقتناع بها، وفي وضوحها ورسوخها في الذهن، وله التأثير الشديد في قدرة الإنسان على الإدراك وكيفيته.

من هنا يتبين أهمية ارتباط العاطفة بالعقل في موضوع التبليغ الديني والتوعية الرسالية. لأنه مع الجفاف العاطفي والفتور الروحي يصعب الوصول إلى الوعي العلمي بالمفاهيم والقيم.

وهذا تمامًا ما يقوم به البكاء من تفاعل عاطفي هام وضروري لإيجاد عقدة الربط بين المعرفة والسلوك.

عمر بن سعد وجنوده كانوا يعرفون المعروف حق معرفة، ويدركون المنكر كل الإدراك، وهم مع ذلك فضّلوا المنكر على المعروف!

بينما الذين يحبون المعروف ويكرهون المنكر، أولئك لا تطاوعهم نفوسهم على ترك الحق ومقاربة الباطل!

لاحظوا الآية الشريفة:
حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (الحجرات 7)
فالرشد مرتبط بالقلب وبالمحبة القلبية أكثر منه ارتباطًا بالعقل والمعرفة.
يتبع..