عاشوراء - الدعاء المبارك |1|
الدعاء المبارك
|1|
كان للإمام الحسين (عليه السلام) كما كان للأنبياء والأولياء والصالحين مناجاة دائمة مع ربهم، وأما ختام هذه المناجاة كانت في اللحظة الأخيرة من حياته المباركة عندما أصبح بلا ناصر ولا معين، وهو يجود بنفسه قائلا: (إلهي! رضًى بقضائك، وتسليمًا لأمرك، لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين) وكما افتتح نهاره كما نفهم من رواية الإمام السجاد (عليه السلام)، بمناجاة ربه أيضا قائلًا: "اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي فِيكُلِّ شِدَّةٍ؛ وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّة.
كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ.
فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي كُلِّ رَغْبَةٍ."
كم جميل أن يناجي العبد ربه في كل الأحوال متقربا إليه في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء. والأجمل أن تكون هذه الكلمات صادرة من الفم الطاهر المطهر لسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانته، وهو في أشد الظروف وأصعبها على بني البشر، محاطًا بالجيش الأموي، يطلبون قتله هو وأهله وعياله وثلة قليلة من أصحابه. ومع هذا فهو لا يطلب النصر في دعائه، بل يناجي ربه مقرًا بنعم الله عليه وكأن شيئًا لم يكن.
نعم هذا هو سبط النبي المصطفى محمد (صلوات الله عليه وآله)️ الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيُ يوحى!
وصدق حين قال: [حسين مني وأنا من حسين].
وهذا الدعاء هو دعاء جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم بدر، ويوم الأحزاب، دعاء مبارك دعا به سيد الشهداء صلوات الله عليه يوم عاشوراء بكربلا!
يتبع..