عاشوراء - الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم وحزن وتعب وتضحية. |5|
شعائرنا
الإمام علي بن الحسين عليه السلام ما بين محرم وصفر ألم وحزن وتعب وتضحية.
|5|
روي أن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أقاموا المآتم عند قبر الحسين عليه السلام ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع توجهوا نحو المدينة المنورة.
قال بشر بن حذلم: فلما قربنا من المدينة نزل علي بن الحسين عليهما السلام، فحط رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال: يا بشر رحم الله اباك لقد كان شاعراً، فهل تقدر على شيء منه؟
فركب فرسه حتى دخل المدينة، فلما بلغ مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع صوته بالبكاء، وأنشأ بقول:
يـا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسـيـن فادمعـي مـدرار
الجسـم منه بكـربلاء مضرج والـرأس منه على القناة يدار
فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن، فلم يُرَ باكياً وباكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه.
فلم يمرّ وقت طويل على كربلاء، إلّا وقامت الثورات ضد الحكم الأموي، من كل مكان، ولا شك بأن الإمام السجاد عليه السلام لعب دوراً كبيراً في ذلك من خلال سيرة حياته الشريفة التي لم تغب كربلاء لحظة من لحظاتها عنها.
فأثبت في وجدان الأمة وعقلها قضية الحسين عليه السلام الذي ثار من أجل قضية الحق السليب وأن يكون نوراً للأمة تهتدي به وتنعم، بدلاً من أن يكون الحق بيد حفنة من الأدعياء يستغلونه لمصالحهم النفعية الضيقة على حساب الأمة كلها.
لقد أدخل الإمام زين العابدين عليه السلام كربلاء إلى عمق الشعور عند المسلم فجعلها جزءاً من كل مفردة من مفردات حياتهم، فإذا أكلوا تذكّروا جوع الحسين عليه السلام وإذا شربوا تذكَّروا عطش الحسين عليه السلام وإذا خلدوا إلى الراحة تذكَّروا تعب الحسين عليه السلام ومعاناته.
وبذلك تحوَّلت كربلاء بفعل الإمام السجاد عليه السلام وطريقته الخاصة إلى أسلوب حياة لدى قسم كبير من أبناء الأمة الإسلامية مما مهَّد بالتالي لكل حركة الثورات التي أسقطت في النهاية الدولة الأموية وقضت على أحلامهم الخبيثة ونواياهم الشرّيرة المنحرفة.
شبكة المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف).