عاشوراء - لماذا لا بد من تخليد واقعة كربلاء؟ |2|

ثقافتنا
لماذا لا بد من تخليد واقعة كربلاء؟
|2|

إنّ الحسينَ بن عليٍّ عليهما السلام، لم يكن يومًا رمزًا شيعيًّا اصطنعه الشيعة واستأثروا به، وأعملوه لأغراضهم. 

حاشا للجَبَل العَلَمِ أن تخترعَهُ أوهامُ المسافرين! كان التشيّعُ منذُ أيّامِهِ الأولى صنيعة الحسين، كما كان صنيعة جدّهِ وأبيهِ وأخيهِ من قبله، عليهم جميعًا صلوات الله.
ثمّ إن المنهج التحقيقيّ عند الشيعة في عملهم على السيرة المعصومة ليس مقيّدًا بتصوّرات قبليّة، أو بحدود تدعى "دينيّة" تمنع من الوصول إلى الحقيقة، وتحول دون قول الحقّ.

العمل على السيرة كان وما زال- في التصنيف الفكريّ- جهدًا من جهود الاستقراء والاستنباط في علم التاريخ، بل والأشدّ صرامة منها، لا وسيلة من وسائل التحبيذات المذهبيّة.

زعمٌ كزعم "تحرير" الحسين عليه السلام من الشيعة، محكومٌ عليه بالسذاجة التي لا تليق بالباحث العلميّ، والمفكّر الموضوعيّ.

لقد كان سيّد الشهداء عليه السلام بحياته وكربلائه التي لا نظير لها منعطفًا تاريخيًّا حادًّا، مدويًّا في ندائه، حتّى صار ماضيًا يصنع كلّ حاضر مستقيم، وكل مستقبل تتجلّى فيه الوراثة الإلهيّة.
لذا، ولكيلا تظمأ الروح، وتضلّ الطريق، وكي يبقى المعنى في الوجود، يلبّي الزمان دائمًا جذبات البصيرة الحسينيّة الدامية.
بقلم الدكتور طارق ادريس.