عاشوراء - الدور الرسالي للسيدة زينب (عليها السلام) في كربلاء |2|
ديننا
الدور الرسالي للسيدة زينب (عليها السلام) في كربلاء
|2|
٢. زينب العزة والكرامة والعنفوان:
لقد تجلّت مظاهر العنفوان والشموخ في حركة السيِّدة زينب (عليها السلام) بعد شهادة أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) وأولاده وأصحابه في كربلاء، عندما صار الأعداء ينظرون إليها ليشاهدوا ما هو ردة فعلها أمام الشهداء وهول الواقعة، فصبرت وكظمت حزنها.
وبدت بعد المعركة ورغم كل الألم الذي كان يعيش في قلبها والسبي الذي تعرضت له وكل من معها جبلاً من الصبر لا يتزعزع.
ومشت بكل شموخ بين صفوف الأعداء إلى مصرع أخيها وحولها الأجساد الطاهرة، وقفت عنده وأزاحت الرماح والسيوف ثم وضعت كفّيها تحت جسده الشريف المغطّى بالسهام والسيوف والرماح والحجارة ورفعته بكلتي يديها وقالت: «اللهمّ تقبّل منّا هذا القربان»(1).
لم ترضَ السيدة زينب (عليها السلام) أن تبدو ضعيفة مكسورة جزعة، وهي لم تكن كذلك في أي وقت من الأوقات.
لقد جسّدت السيِّدة زينب (عليها السلام) من خلال هذا الموقف العظيم أسمى معاني العزّة والكرامة والقوة والصلابة والبطولة والإيمان، فأمام هول ما رأت، وعظيم ما حصل، قامت بما يعجز عنه الرجال والأبطال والجبال.
وأرادت أن تعلن للعالم، وللتاريخ، وللأجيال، أنّ موقفنا هذا كان بملء إرادتنا، نحن قدّمنا الحسين (عليه السلام) ومَن معه قرباناً لأجل دين الله، ونطلب من الله أن يتقبل منا.
(1) حياة الإمام الحسين (ع) - القرشي - ج ٢ - ص ٣٠١.
بقلم الشيخ محمد سعد.
يتبع..