عاشوراء - الدور الرسالي للسيدة زينب (عليها السلام) في كربلاء |3|
ديننا
الدور الرسالي للسيدة زينب (عليها السلام) في كربلاء
|3|
٣. زينب روح الثورة والتمرد في نفوس المجتمع المسلم
سعت السيدة زينب (عليها السلام) من خلال دورها المحوري في خطابها مع المجتمع الكوفي إلى تـحريك روح الثورة والتمرد في نفوسهم، لأنهم كانوا يعيشون خللاً نفسياً تَمثّل بانعدام الإرادة وعدم الاستعداد للتضحية، وكان هذا المجتمع بحاجة إلى هزّة نفسية وصدمة عاطفية لمعالجة هذا الخـلل.
فكانت الدماء الطاهرة على أرض الطفوف، فيما تولّت العقيلة تفعيل هذه الدماء في نفوس المـجتمع الكوفي،
ولذلك اعتمدت في خطابها اللغـة المـشحونة عـاطفيًا من أجل تأجيج روح الندم لديهم لخذلانهم الإمام الحـسين (عليه السلام) ومـحاولة التكفير عن الشعور بالإثم عبر التمرد والثورة والتضحية بهذه النفوس التي عزّت عـن نـصرة الحسين (عليه السلام)،
ولذلك خاطبتهم العقيلة قائلة: «يا أهل الكوفة! ويا أهـل الخـتل، والخذل والغدر! أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنـة، إنـما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا..»(2).
"اللهم ارزقنا زيارة الحسين (عليه السلام) في الدنيا وشفاعته في الآخرة".
والحمد لله رب العالمين
(2) بحار الأنوار - المجلسي - ج ٤٥ - ص ١٠٩
بقلم الشيخ محمد سعد.