قدوتنا
أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين
|1|
الجزء الثاني
إذاً هو ذوبان للخصوصيات الفردية فكلّهم على مستوىً واحد من الصبر والبصيرة والفناء في الحسين (عليه السلام) والشوق للشهادة بين يديه، ذكر الطبري في كتابه: "أنّه عندما اشتد القتل في جيش الأمويين صاح عمرو بن الحجاج عليه لعائن الله وكان قائداً للجند يا حمقى أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المِصر، قوماً مستميتين، لا يبرُزَنَّ لهم منكم أحد بل أهجموا عليهم هجمة رجل واحد".
إذاً عظمة عاشوراء هي من عظمة أبطالها ورقيّ مبادئها ومستوى الصمود الذي أبدوه وهم يواجهون ذلك الجيش الجرار الذي ضمّ في صفوفه أراذل الناس وأكثر الناس خسّة وبطشاً.
كثيرة هي الروايات التي تحدّثت عن مقام أنصار الحسين (عليه السلام)، منها ما جاء على لسان الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه عندما خطب فيهم ليلة العاشر فقال فيما قال: "فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى ولا خَيراً مِن أصحابي"[3]، ولا شك في أنّ التعبير بأنّهم الأوفى والأخيَرَ الصادر من الإمام المعصوم له دلالته الخاصة. وكما جاء في زيارة الناحية المقدّسة: "السَّلامُ عَلَيكُم يا خَيرَ أنصارٍ".
وكما لُقّب الإمام الحسين (عليه السلام) بسيّد الشهداء، فإنّ أصحابه أيضاً عُدّوا من سادة الشهداء، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في رواية في معرض إشارته إلى مستقبل الإمام الحسين (عليه السلام) وقضيّة كربلاء: "تَنصُرُهُ عِصابَةٌ مِنَ المُسلِمينَ، أولئِكَ مِن سادَةِ شُهَداءِ أمَّتي يَومَ القِيامَة"[4].
من هنا نسلط الضوء على مقتطفات من حياة مجموعة من الشهداء كنماذج تضيء لنا الطريق.
يتبع..
هوامش:
[3] أمالي الشيخ الصدوق، ص220.
[4] أمالي الشيخ الصدوق، ص177.
(بتصرف)