قدوتنا
أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين
|2|
الجزء الأول
من هنا نسلط الضوء على مقتطفات من حياة مجموعة من الشهداء كنماذج تضيء لنا الطريق:
2. أُميَّة بن سعد الطَّائي:
أُميَّة بن سعد بن زيد الطَّائي من قبيلة (طيّ) العربية الأصيلة القحطانيَّة، وكان يكنَّى بأبي الصّمصام[1].
كان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلَّص ومن التَّابعين والموالين له، فكانت له أدوار بارزة وذكر في المغازي والحروب خصوصًا يوم صفّين مع الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فهو يمتاز بالبطولة والشَّجاعة والفروسيّة، وكان شديد الحبّ والفداء والولاء لآل البيت النّبويّ (عليهم السلام)، واتّباع خطواتهم والسَّير على نهجهم القويم، وكان من الملتزمين بما أمر به الرَّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من الموالاة والاتّباع والمناصرة للإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السلام)[2]، ومما قاله (صلى الله عليه وآله وسلم) في التَّأكيد والحث على اتّباعه (عليه السلام) حديث يوم الغدير: "من كنت مولاه فهذا عَلِيّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله"[3].
فهذا الصَّحابي أُميَّة بن سعد الطَّائيّ (رضي الله عنه) سواء كان قد رأى الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسمع منه أو وصلت إليه تلك الأخبار والأوامر الرّبَّانيَّة التي تحثّ على ملازمة أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق الرّواة، فهو قد التزم بما أوجب عليه أن يلتزم به من تكليفات شرعيَّة مفروضة على المُسلمين ومنها اتّبّاع آل بيت النَّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وموالاتهم ونصرتهم وفداؤهم (عليهم السلام) بالغالي والنَّفيس.
يتبع..
هوامش:
[1] ينظر: مستدركات علم الرّجال، الشَّيخ عَليّ النّمازي الشَّاهرودي: 8/408.
[2] ينظر: أعيان الشِّيعة، السَّيِّد مُحسن الأمين: 498، وأبصار العين في أنصار الحُسَين (عليه السَّلَام)، الشَّيخ مُحمَّد السّماوي: 198.
[3] شرح الأخبار، القاضي النّعمان المغربي: 1/101.
(بتصرف)