قدوتنا
أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين
|3|
الجزء الأول
3. نافع بن هلال الجملي:
هو نافع بن هلال بن نافع المدحجي الجملي وكان سيداً شريفاً في قومه ومن وجوه الشيعة في الكوفة ومن الذين تشرّبوا الولاء والإخلاص لأهل البيت (عليهم السلام)، وهو من الأبطال المميزين الذين جسدوا بمواقفهم البطولية أروع معاني التضحية والفداء والإخلاص لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد شارك نافع مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاث كما كان من قادة جيش الإمام الحسن (عليه السلام)، وقد التحق بالإمام الحسين (عليه السلام) من بداية مسيرته حتى استشهد معه يوم العاشر.
ذكر المؤرخون أنّه من قرّاء القرآن والحديث ومن حمَلة علوم أمير المؤمنين (عليه السلام) [1].
ورد في البحار: "لما ضيّق الحرّ على الحسين (عليه السلام) خطب أصحابه بخطبته التي يقول فيها: أمّا بعد، فقد نزل من الأمر ما قد ترون وأنّ الدنيا قد تنكّرت وأدبرت... إلخ. قام إليه زهير فقال: قد سمعنا هداك الله مقالتك... إلخ. ثمّ قام نافع فقال: يا بن رسول الله! أنت تعلم أنّ جدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقدر أن يشرّب الناس محبّته، ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر، ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل، ويخلفونه بأمرّ من الحنظل حتّى قبضه الله إليه، وأنّ أباك عليّاً قد كان في مثل ذلك، فقوم قد أجمعوا على نصره، وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين، وقوم خالفوه حتّى أتاه أجله ومضى إلى رحمة الله ورضوانه، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده وخلع نيّته فلن يضرّ إلا نفسه والله مغنٍ عنه، فسر بنا راشداً معافى، مشرّقاً إن شئت وإن شئت مغرّباً، فو الله ما أشفقنا من قدر الله، ولا كرهنا لقاء ربّنا، فإنّا على نيّاتنا وبصائرنا، نوالي من والاك ونعادي من عاداك"[2].
يتبع..
هوامش:
[1] الحدائق الوردية، ج1، ص122.
[2] بحار الأنوار، المجلسي، ج44، ص383.
(بتصرف)