قدوتنا
أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين
|3|
الجزء الثاني
3. نافع بن هلال الجملي:
وموقف أخر يذكره الطبري يبيّن عظمة هذه الشخصية الاستثنائية في جيش الإمام الحسين (ع) قال الطبري: "منع الماء في الطف على الحسين (ع)، فاشتدّ عليه وعلى أصحابه العطش، فدعا أخاه العباس، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وأصحبهم عشرين قربة، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ليلاً واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال فحسّ بهم عمرو بن الحجاج الزبيدي -وكان حارس الماء- فقال: من؟ قال: من بني عمّك. فقال: من أنت؟ قال: نافع بن هلال. فقال: ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: اشرب هنيئاً. قال: لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان ومن ترى من أصحابه. فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنع الماء. فلمّا دنا أصحابه منه قال: املئوا قربكم.
فنزلوا فملئوا قربهم، فثار عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العبّاس بن علي (ع) ونافع بن هلال الجملي ففرّقوهم وأخذوا أصحابهم، وانصرفوا إلى رحالهم، وقد قتلوا منهم رجالاً".
يتبع..
هوامش:
[3] تاريخ الطبري، ج3، ص312.
(بتصرف)