www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين |4| الجزء الثاني

قدوتنا

أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء، أعلى درجات القرب واليقين

|4|

الجزء الثاني

 

4. قيس بن مسهر الصيداوي:

وعلى أساس تلك الرسائل أرسل الإمام (عليه السلام) ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة؛ لاستطلاع حال أهلها، واستبيان رأيهم، وأخذ البيعة للحسين (عليه السلام).

فاصطحب مسلم معه قيس بن مسهر، وما أن اجتمع رأي أهل الكوفة على دعوة الحسين (عليه السلام) والبيعة له ـ وذلك قبل وصول عبيد الله بن زياد للكوفة ـ حتّى أرسله مسلم بن عقيل برسالة إلى الحسين (عليه السلام) يعلمه ببيعة الكوفيِّين له، ويدعوه بتعجيل القدوم عليه.

فشدَّ قيس الرحال إلى مكّة، والتقى بالحسين (عليه السلام) وسلّمه الرسالة، ثمّ صحب الإمام (عليه السلام) وركبه عند قدومه إلى الكوفة.

ولكي يُطمئن الحسين (عليه السلام) مسلماً وأهل الكوفة، ويعلمهم بقدومه عليهم أرسل من بطن الحاجر برسالة إليهم، جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين إلى إخوانه المؤمنين: سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله هو. أمّا بعد، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني بحسن رأيكم، واجتماع ملئكم على نصرتنا، والطلب بحقّنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم بذلك أعظم الأجر.

وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فالتمسوا أمركم وجدّوا؛ فإنّي قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"[3]. وبعث الرسالة مع قيس بن مسهر (رضي الله عنه).

ولنا أن نتصوّر الجهد الذي بذله هذا الرجل المخلص في سبيل إنجاح الثورة الحسينيّة وتحقيق أهدافها، وكم تحمّله من عناء السفر ذاهباً وعائداً إلى مكّة مرّتين في غضون أيامٍ قليلة.

 

هوامش:

[3]مثير الأحزان: محمد بن جعفر بن أبي البقاء (ابن نما الحلي): 30

(بتصرف)


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد