www.tasneem-lb.net

عاشوراء

uha,vhx - الحسين في القرآن الكريم |5|

عاشوراء

الحسين في القرآن الكريم

|5|

 

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} [آل عمران].

 

التفسير

بعد الآيات التي استدل فيها على بطلان القول بألوهية عيسى بن مريم، يأمر الله نبيه بالمباهلة إذا جاءه من يجادله من بعد ما جاء من العلم والمعرفة. وأمره أن يقول لهم: إني سأدعو أبنائي، وأنتم ادعوا أبناءكم، وأدعو نسائي، وأنتم ادعوا نساءكم، وأدعو نفسي، وتدعون أنتم أنفسكم، وعندئذ ندعو الله أن ينزل لعنته على الكاذب منا.

ولا حاجة للقول بأن القصد من المباهلة لم يكن إحضار جمع من الناس للّعن، ثم ليتفرقوا كل إلى سبيله، لأن عملًا كهذا لن يكون له أي تأثير، بل كان المنتظر أن يكون لهذا الدعاء واللعن أثر مشهود عيانًا فيحيق بالكاذب عذاب فوري.

وبعبارة أخرى: فإن المباهلة - وإن لم يكن في الآية ما يشير إلى تأثيرها - كانت بمثابة " السهم الأخير " بعد أن لم ينفع المنطق والاستدلال، فإن الدعاء وحده لم يكن المقصود بها، بل كان المقصود منها هو أثرها الخارجي"

- المباهلة دليل قاطع على أحقية نبي الإسلام:

لعل قضية المباهلة بهذا الشكل لم تكن معروفة عند العرب، بل كانت أسلوبًا يبين صدق النبي وإيمانه بشكل قاطع. إذ كيف يمكن لمن لا يؤمن كل الإيمان بعلاقته بالله أن يدخل هذا الميدان، فيطلب من معارضيه أن يتقدّموا معه إلى الله يدعونه أن ينزل لعْنَاته على الكاذب، وأن يروا سرعة ما يحل بالكاذب من عقاب؟! لا شك أن دخول هذا الميدان خطر جدًا، لأن المبتهل إذا لم يجد استجابة لدعائه ولم يظهر أي أثر لعقاب الله على معارضيه، فلن تكون النتيجة سوى فضيحة المبتهل. فكيف يمكن لإنسان عاقل ومدرك أن يخطو مثل هذه الخطوة دون أن يكون مطمئنًا إلى أن النتيجة في صالحه؟ لهذا قيل إن دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المباهلة تعتبر واحدًا من الأدلة على صدق دعوته وإيمانه الراسخ بها، بصرف النظر عن النتائج التي كانت ستكشف عنها المباهلة.

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد