ما بين الحق والباطل لا حياد
|2|
الخبث الذي يكمن في نظرية الحياد - كما كل نظريات الفلسفة المادية- هو أنها تركز مباشرة على غريزة البقاء في نفس الإنسان، وتعظّم في قلبه حب الحياة والخوف من الفناء وشهوة العيش، حتى لو كان هذا العيش بأي ثمن وبأية طريقة !
"وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ" مطلق حياة !
ولو كان ذلك على حساب قتل ابن بنت النبي وسفك دماء عترته وتحريف دين الله ودفنه !
في أغلب الأحيان، يكون الحياد هو المكان الذي يهرب إليه ضعاف الإيمان، الذين يستبطن الخوف والجبن نفوسهم، حيث لا يضطرون للتضحية بدينهم وإيمانهم في تخليهم عن نصرة الحق، وفي نفس الوقت لا يضحّون بأرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم في وجه جبهة الباطل.
لكنهم في حقيقة الأمر يوجّهون صفعة أليمة لحركة الحق الممتدة عبر التاريخ في صراعها الأبدي ضد الباطل، ويكونون قد رضوا بأن يقعدوا مع الخوالف من الناس، فيُقاد بسببهم الصالحون المُتصَدون الى مسالخ الذبح !
"ولعن الله أمةً سمعت بذلك فرضيت به"!
يتبع..