ما بين الحق والباطل لا حياد
|3|
الله تعالى بحكمته ومشيئته خلق الدنيا على أساس حركة تنافر وصراع مستمرة ما بين الخير والشر، وأعطى للبشرية بأجمعها مفاتيح الهداية والتعقّل والتبصّر ثم اختيار إما الصراط المستقيم وإما طريق الغواية والتّيه.
"إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورا" (الانسان).
فالإنسان محكوم ومقهور على الاختيار ولا سبيل لديه لتغيير أو تبديل هذا الأمر، فلا يظن أنه باتخاذه قرار الحياد و "عدم الخيار"، قد ينجو من تبعات هذا الموقف!
فقصص أقوام الأنبياء كلها تحكي كيف كان يشمل العذاب كل من ظلم وتجبّر وطغى، وكل من سكت ورضي ولم يتصدَّ !
"واجتنبوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة".
حتى أن الفطرة الإلهية، تحاكي حاجة إنسانية دائمة لتبنّي قضية ما والدفاع عنها.
انظروا على سبيل المثال، كيف يخترع بعض الناس قضايا وهميّة غير ذات أولوية ولا فائدة ثم يتخذون منها شعارًا لحياتهم !
هذا لأنه جرت تعميتهم عن القضايا الكبرى وإيقاعهم في فخ الحياد تجاهها.. ثم إشغال حاجتهم الفطرية بقضايا من الدرجة الثانية والثالثة وما دون ! والنماذج هنا تطول ولا تنتهي..