كيف نحمل رسالة الحسين عليه السلام
|1|
يروي أحد المبلغين تجربته التبليغية في معسكرات تدريب الشباب اللبناني في الجنوب، أوائل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.
ويصف الحالة الروحية والمعنوية العالية وغير المعهودة عند هؤلاء الشباب وتأثرهم بالثورة الخمينيّة وتشربهم المذهل لقيمها ومبادئها.
في ذلك الوقت، ووسط جوٍّ من التحجّم الدينيّ أواسط البيئة الملتزمة، برزت ظاهرة مختلفة ومتجددة تمامًا من الإيمان العملي والجهاد الحسيني الكربلائي المرتكز على مدرسة عاشوراء والمتأثر أشد التأثر بالتجربة الإيرانية !
لم يكن أولئك المجاهدون الأوائل من الذين يتوجهون للقتال بدافع الحماسة والانفعال، إنما كانت خلفيّتهم الإيمانية والروحية وبصيرتهم الولائية هي ركيزة عملهم المقاوم المنضبط والمدروس بعناية !
ففي الدراسات التكتيكية العسكرية، تُعتَبر عوامل الزمان والتوقيت والجغرافيا السياسية من أساسيات القرار العسكري.. ولكن في الحالة الصهيونية، كانت كل هذه العوامل خاطئة في حسابات طواغيت الشر:
- فلقد اختاروا المواجهة مع شعب يهتف ب "هيهات منا الذلة" عند كل تحدٍّ، وشعب يرفع شعار الإمام الخميني "إن كل ما لدينا هو ببركة عاشوراء".
- وفي التوقيت الذي سدد فيه الله تعالى وليَّه لتأسيس جمهورية المستضعفين ودولة ولاية الفقيه المباركة.
حتى كتب الله لهم النصر والعزة والاقتدار بفضل صبرهم وثباتهم الزينبي وجهادهم وتضحياتهم الحسينية.