كيف نحمل رسالة الحسين عليه السلام
|3|
يُبرز الإعلام التقليدي والجديد، وكذا المؤلفات والمنشورات، شخصيات تاريخية اتخذت طابع المعارضة والتصدي والتضحية من أجل القيم الإنسانية. مثل غاندي وتشي غيفارا ونيلسون مانديلا وغيرهم.
ويقدمهم كأيقونات عالمية في محاربة الظلم والإضطهاد.
أما عندما يتعلق الأمر بأعظم ثائر شهيد في الإنسانية، وصاحب أكبر فجيعة في التاريخ، ينحصر المشهد في بعده المذهبي الضيق، وتصبح القضية الحسينية مختصة بفئة بشرية قليلة ومقتصرة على شعائر موسمية !
بينما على المستوى الشعبي، وبعيدًا عن الهيمنة الإعلامية، فقد تسربت مفاهيم وقيم كربلاء بجاذبية مطلقة داخل شرايين الأمة المستضعفة من أي مذهب ومن أي جنسية كانت.
وتغلغلت في نبضاتها نظرية المقاومة القائمة على أصول المدرسة الحسينية في الصمود والإباء والشهادة.
ومن تلك النماذج، تبرز التجربة الفلسطينية والتجربة اليمنية، حيث الصمود الأسطوري في وجه المحتل والمعتدي، وحيث الاستعداد للشهادة والجهاد حتى آخر قطرة دم، دفاعًا عن المبدأ ورفضًا للخضوع والاستسلام، على قاعدة : "ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة".