الخروج لطلب الإصلاح في الأمة
|1|
دواعي نهضة الإمام الحسين (ع) الإصلاحية
قال الإمام الحسين (ع) في وصيته لأخيه محمد ابن الحنفية: (وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي(ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).
فما هي دواعي نهضة الامام الحسين الاصلاحية:
إن ثورة الإمام الحسين(ع) الإصلاحية لم تكن طلبًا للملك الدنيوي وإنما كانت نهضته لإحياء شريعة جده المصطفى(ص) التي أراد الأمويّون محوها، فكان لتلك النهضة الإصلاحية دواع كثيرة، من أهمها:
مواجهة الانحراف الذي أصاب جسد الأمة الإسلامية بالشلل والبصيرة بالعمى عبر إصلاح المجتمع الذي كان يتجاذبه الخوف السياسي من جهة، وضعف الثقة العقائدية من جهة أخرى.
فقد كان المسلمون يعرفون الحق وأهله، ويعرفون الباطل وأهله، لكنهم كانوا متقاعسين متخاذلين، وقد أيقن (ع) أن هذا الغرض العظيم لا يتحقق إلا من خلال الدماء الزكية التي سالت على أرض كربلاء لإيقاظ ضمير المسلمين وإعادة ثقة الأمة بنفسها، فأطلق (ع) صرخته المدوّية في ضمير الأمة (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام).
يتبع..