www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - يوم عاشوراء يوم المصاب |1|

يوم عاشوراء يوم المصاب

|1|

 

أصبح الصباح من يوم عاشوراء، واشتعلت نار الحرب وتوالت المصائب الواحدة تلو الاُخرى، وبدأت الفجائع تترى. فالأصحاب والأنصار يبرزون إلى ساحة الجهاد ويستشهدون زرافات ووحداناً، وشيوخاً وشباناً. ووصلت النوبة إلى أغصان الشجرة النبويّة، ورجالات البيت العلوي الذين ورثوا الشجاعة والشهامة، وحازوا عزّة النفس وشرف الضمير، وثبات العقيدة وجمال الاستقامة.

 

مقتل سيّدنا علي الأكبر عليه السّلام:

وأوّل مَنْ تقدّم منهم إلى ميدان الشرف.. فقاتل قتال الأبطال، وأخيراً انطفأت شمعة حياته المستنيرة، وسقط على الأرض كالوردة التي تتبعثر أوراقها. وتبادر الإمام الحسين عليه السّلام إلى مصرع ولده، ليشاهد شبيه رسول الله صلّى الله عليه وآله مقطّعاً بالسيوف إرباً إرباً.

 

مقتل أولاد السيّدة زينب عليها السّلام:

اُولئك الفتية الذين سهرت السيّدة زينب لياليها، وأتعبت أيّامها، وصرفت حياتها في تربية تلك البراعم حتّى نمت وأورقت. إنّها قدّمت أغلى شيء في حياتها في سبيل نصرة أخيها الإمام الحسين عليه السّلام.

 

شهادة مولانا أبي الفضل العباس عليه السّلام :

منذ وصول قافلة الإمام الحسين إلى أرض كربلاء في اليوم الثاني من شهر محرّم، اختار مولانا العباس ابن أمير المؤمنين عليهما السّلام لنفسه نوعاً خاصاً من العبادة، وهي أنّه كان إذا جنّ الليل يركب الفرس ويحوم حول المخيّمات لحراسة العائلة.

والعباس : اسم لامع وبطل شجاع، تطمئن إليه نفوس العائلة والنساء والأطفال، ويعرفه الأعداء أيضاً، ولا عجب من ذلك فهو ابن أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.

وفي يوم عاشوراء، لمّا قُتل أكثر أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام أقبل العباس إلى أخيه الحسين واستأذنه للقتال، فلم يأذن له، وقال: أخي، أنت صاحب لوائي، فإذا غدوت يؤول جمعنا إلى الشتات. فقال العباس: يا سيّدي، لقد ضاق صدري، واُريد أخذ الثأر من هؤلاء المنافقين. فقال له الإمام الحسين (عليه السّلام): إذن، فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء. فأقبل العباس وحمل القربة وتوجّه نحو النهر ليأتي بالماء... وإلى أن وصل إلى الماء وملأ القربة، وتوجّه نحو خيام الإمام الحسين عليه السّلام. فجعل الأعداء يرمونه بالسهام كالمطر حتّى صار درعه كالقنفذ، ثمّ قطعوا عليه الطريق، وأحاطوا به من كل جانب ، فحاربهم وقاتلهم قتال الأبطال، وكان جسوراً على الطعن والضرب. حتى لاقى الله شهيداً.

وأقبل الحسين كالصقر المنقض حتّى وصل إلى أخيه، فرآه صريعاً على شاطئ الفرات، فنزل عن فرسه ووقف عليه منحنياً، وجلس عند رأسه، وبكى بكاءً شديداً، وقال: يعزّ والله عليّ فراقك. الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوّي.

..يتبع

عظم الله أجوركم.

 

المصدر: كتاب زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد / السيد محمد كاظم القزويني ص270_276.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد