www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مناسبات - الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها |1| الجزء الثاني

ديننا

الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها

|1|

الجزء الثاني

 

 حكمة مرضه بنظر الأحاديث والعلماء

 أمّا تعبير الشيخ المفيد رحمه الله وغيره؛ أنّه (عليه السلام) كان مريضاً بالذَّرَب(1)، فلا بدّ أن يُحمل على ما جاء في قواميس اللغة، من أنّ الذَّرَب من الأمراض مأخوذٌ من الجُرح، وهو الذي لا يبرأ، واستُعير من الجُرح للمرض(2)، وهو الموافق لتعبير الرواية: "لا يرون إلا أنّه لما به"، على ما تقدّم؛ أي كان مريضاً بمرضٍ حادٍّ ملازمٍ مميت.

فالإمام (عليه السلام) كان مصاباً بألم شديدٍ في بطنه، والظاهر أنّه كان حادّاً، كما قد يُوحي بذلك التعبير عنه بالذَّرَب، الذي هو في الأصل: الحادّ من كلّ شيء، كما في قواميس اللغة، حيث يُطلق على المتكلّم أحياناً أنَّ لسانه ذَرِب؛ أي حادّ، وقد ترك عوارضه على جسده الشريف وأنهكه حتّى لم يعد يقوى على النهوض.

 

 والظاهر من النصوص المختلفة أنّ الإمام (عليه السلام) كان قد أخذ المرض منه مأخذه، ففي الرواية السابقة عن الإمام الباقر (عليه السلام): "لا يرون إلّا أنّه لما به". وفي نصٍّ آخر: "لا يرون أنّه يبقى بعده"(3).

 

هوامش:

(1).الإرشاد، (م. س.)، ج 2، ص 114؛ السرائر، ابن إدريس الحلّي، ج 1، ص 158؛ مثير الأحزان، (م. س.)، ص 83؛ إعلام الورى، الطبرسيّ، ص 246.

(2).ترتيب كتاب العين، الفراهيدي، ص 285.

(3).إعلام الورى، (م. س.)، ص 252.

 

المصدر: مرض الإمام زين العابدين عليه السلام في كربلاء، الشيخ بسّام محمّد حسين (بتصرف).

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد