مناسبات - الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها |1| الجزء الثالث

ديننا

الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها

|1|

الجزء الثالث

حكمة مرضه بنظر الأحاديث والعلماء

تقدّم أنّ التعبير بالذَّرَب لا يخلو من ظهور في حدّة المرض، خصوصاً بملاحظة استعماله أيضاً في المرض الذي لا يبرأ(1).

ومن هنا، نجد الشيخ المفيد رحمه الله يقول: "وهو مريضٌ بالذَّرَب وقد أشفى"(2)؛ أي قَرُب من الموت. وكذلك تعبير الرواة والمؤرّخين صريح في صعوبة المرض، وبلوغه أشدّ حالاته، كتعبيرهم بأنّه:

1- كان عليلاً دَنِفَاً(3)، والدَّنَف: المرض الملازم المخامر، ومُدنَف: أبراه المرض حتّى أشفى على الموت(4).

2- يصفه بعضهم عند ابن زياد في الكوفة: هو على ما ترى من العلّة، وما أراه إلّا ميّتاً عن قريب(5).

على ما يبدو أن الزمان الذي أُصيب فيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) بالمرض كان متقدّماً على اليوم العاشر، حيث نُقل عنه قوله (عليه السلام): "وإنّي جالس في تلك العشيّة التي قُتل أبي في صبيحتها وعندي عمّتي زينب تمرّضني..."(6).

وهذا يعني أنّ الإمام (عليه السلام) كان مريضاً في اليوم التاسع من المحرّم، وفي اليوم العاشر استمرّ مرض الإمام (عليه السلام)، وكانت حالته الصحيّة في أشدّها وأصعبها، حيث ينقل الرواة عندما انتهى إليه القوم، وفيهم شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) وأرادوا قتله، فوجدوه منبسطاً على فراشه مريضاً(7).

وبعد اليوم العاشر، لم يكن حال الإمام (عليه السلام) أفضل منه في ذلك اليوم، فقد وصفوا حالته الصعبة، حينما سيق أسيراً، والمرض كان شديداً عليه، بل كان قد أشفى وقارب الموت(8).

هوامش:

(1).لسان العرب، (م. س.)، ج1، ص387.

(2).الإرشاد، (م. س.)، ج 2، ص 114؛ ومثله الطبرسي في إعلام الورى، ص 246.

(3).شرح الأخبار، القاضي النعمان، ج 3، ص 196 و251 و256.

(4).لسان العرب، (م. س.)، ج 4، ص 417.

(5).شرح الأخبار، (م. س.)، ج 3، ص 252.

(6).شرح الأخبار، (م. س.)، ج 3، ص 251.

(7).ذكره جمع غفير من المؤرّخين والرواة، منهم المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 112 و113؛ وابن سعد في الطبقات، ج 5، ص 212؛ والطبرسيّ في إعلام الورى، ص 246؛ والطبري في تاريخه، ج 4، ص 347؛ وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة، ص 198 وغيرهم.

(8).لاحظ: المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 114، وابن كثير في الكامل، ج 3، ص 434، والطبرسيّ في إعلام الورى، ص 246، وغيرهم.

المصدر: مرض الإمام زين العابدين عليه السلام في كربلاء، الشيخ بسّام محمّد حسين (بتصرف).