ديننا
الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها
|2|
الجزء الثالث
خطبته أمام يزيد:
2- الإمام السجاد فرض نفسه بهيبته وقوة شخصيته: إنّ تلك الشخصية القوية الشريفة برغم جهد المرض ومعاناة الأسر والإهانات النفسية التي تعرضوا لها أهل البيت (عليهم السلام) من المجتمع الشامي إلا أن تلك الشخصية العملاقة قد فرضت نفسها وألجمت منطق الإرهاب والقوة وأجبرت يزيد بن معاوية بالإكراه على أن يوافق على خطاب الإمام (عليه السلام) في تلك اللحظات الحرجة التي كانت فيها المشاعر ملتهبة.
ومن جملة الانتصارات الباهرة التي أحرزها الإمام السجاد (عليه السلام) أنه عقد مجلس تعزية على أبيه الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) في مجلس يزيد مما أجهش الناس كلهم بالبكاء والعويل وكادت أن تقوم القيامة على يزيد في ذلك اليوم لولا أنه تدارك اللعين الموقف وأمر بقطع خطاب الإمام (عليه السلام).
أيضا قوة شخصية الإمام السجاد (عليه السلام) وهيبته المحمدية الهاشمية أجبرت يزيد كذلك على أن يشعر بالفضيحة والعار أمام نفسه وأمام الناس والتأريخ مما أخذ يبرر ويدفع عن نفسه شبح جريمة قتل العترة الطاهرة ويلصقها في ابن مرجانه اللئيم عبيد الله ابن زياد حيث لم يلتفت الطاغية يزيد إلى خطورة نزعته الإجرامية إلّا بعد أن تدفّقت عليه التقارير التي تتحدّث عن ردود الفعل والاحتجاجات على قتله ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذلك حاول أن يلقي مسؤولية الجريمة البشعة على ابن مرجانة، قائلاً للإمام السجاد (عليه السلام): لعن الله ابن مرجانة (1).
هوامش:
(1). تاريخ الطبري: 5/462، والارشاد: 2/122.
المصدر: أضواء على خطاب الإمام السجاد عليه السلام، شبكة المعارف الإسلامية (بتصرف).