ديننا
الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها
|3|
الجزء الثاني
دوره بعد عاشوراء:
إنّ هذا الإنسان العظيم قد قضى كلّ حياته (في الفترة ما بين تسلّمه للإمامة منذ عاشوراء 61 هـ. واستشهاده مسموماً عام 94 هـ) وسعيه في طريق الهدف المقدّس وهو عبارة عن إقامة حكومة الله على الأرض وتطبيق الإسلام، وقد استفاد من أنضج وأفضل الوسائل، وتقدّم بالقافلة الإسلامية، الّتي كانت بعد واقعة عاشوراء في تشرذم وتفرّق مهول، وأنجز مهمّته العظمى ومسؤوليته الأصيلة، والّتي قام بها كلّ أئمّتنا وجميع الأنبياء والصالحين (عليهم السلام)، مراعياً أصول السياسة والشجاعة والدقّة في الأعمال. وبعد 35 سنة من الجهاد المستمرّ، الّذي لم يعرف الراحة أبداً، رحل عن الدنيا كريماً مرفوع الرأس موكلاً حمل ثقل الرسالة من بعده إلى الإمام الباقر (عليه السلام).
بدأت حياة الإمام السجاد (عليه السلام) بمرحلة مليئة بالصعاب، حيث جرت حادثة كربلاء، الّتي لم تهزّ كيان الشيعة فقط، وإنّما هزّت الأمّة الإسلاميّة بأجمعها. ومع أنّ القتل والأسر والتعذيب كان شائعاً آنذاك، لكنّ قتل أولاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسر العائلة النبويّة ووضع رؤوس آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرماح والاستهانة بمن كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبّل ثناياه، كلّ هذا قد زلزل العالم الإسلاميّ وصعقه.
لذا انتشر الخوف في كافّة المناطق الإسلاميّة إلّا الكوفة وهذا بفضل التوّابين والمختار وثورتهم. أمّا المدينة وحتّى مكّة المكرّمة مع وجود عبد الله بن الزبير، والّذي ثار بعد مدّة، فعاشت حالة الرعب غير المسبوق في العالم الإسلاميّ، بسبب حادثة كربلاء المفجعة. والعامل الآخر هو الفساد السياسيّ.
المصدر: الإمام السجّاد عليه السلام في كلام الولي دام ظله، شبكة المعارف الإسلامية (بتصرف).