ديننا
الإمام زين العابدين عليه السلام أثناء عاشوراء وبعدها
|3|
الجزء الثالث
دوره بعد عاشوراء:
كان يجب أن يصلح دين الأمّة، وأن تُهذّب أخلاق الناس وأن يُخلّص الشعب من الفساد الّذي كان سائداً آنذاك وأن تُوجّه الأمّة معنوياً كي يرجع أساس الدين إلى الأمّة والمجتمع. لذا إنّ أكثر الكلام المنقول عن الإمام السجّاد (عليه السلام) هو في الزهد. وحتى في بداية كلامه وخطبه، الّتي كانت تتضمّن معنىً سياسيّاً، نجده يبدؤها بالكلام حول الزهد، حيث يقول (عليه السلام): "إنّ علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين عنها في الآخرة...إلخ".
إنّ كلمات الإمام (عليه السلام) كلّها كانت تحمل بين طيّاتها الزهد والمعارف الإسلامية، وكان الإمام يطرح المعارف الإسلامية ويبيّنها من خلال الدعاء، وذلك لأنّ الظروف الصعبة والقمع الّذي كان مسيطراً على الشعب لم يكن يسمح للإمام السجّاد (عليه السلام) بأن يتكلّم ويطرح آراءه بصورة صريحة وواضحة، فليست السّلطة وحدها كانت مانعة له، وإنّما الناس أنفسهم كانوا يرفضون هذا. والمجتمع كان قد أصبح مجتمعاً ضائعاً وكان من الواجب إصلاحه.
وفي زمن الإمام الباقر (عليه السلام) تحسّن الوضع عمّا كان عليه في زمن السجّاد (عليه السلام) وهذا بفضل سعي الإمام السجّاد خلال 35 سنة.
المصدر: الإمام السجّاد عليه السلام في كلام الولي دام ظله، شبكة المعارف الإسلامية (بتصرف).